Skip to content

“لجنة العدالة “: محاول انتحار جلال البحيري ” صرخة أخيرة “للمحتجزين سياسيًا بمصر بأن الأوضاع أصبحت فوق طاقة البشر

أقل من دقيقة مدة القراءة: دقائق

قالت “لجنة العدالة” إن انتشار محاولات الانتحار بين المحتجزين سياسيًا في مصر لا تعني سوى شيء واحد؛ وهو انتهاء كل السبل أمام هؤلاء المحتجزين للحصول على أبسط حقوقهم الإنسانية، في ظل استخفاف واضح بتلك الحقوق؛ بل وبحياتهم من قبل السلطات المصرية، ما يجعلنا نجزم أن الهدف الحقيقي لاحتجاز المعارضين في مصر هو دفعهم نحو الموت؛ سواء بالانتحار أو بأوضاع احتجاز غاية في السوء وإهمال طبي متعمد يؤدي للوفاة.

ومحاولة الشاعر المصري، جلال البحيري، للانتحار داخل محبسه بسجن “بدر 1”- طبقًا لما تم رصده مؤخرًا-؛ ما هي إلا حلقة ضمن سلسلة لا تنتهي من العصف بآمال المحتجزين سياسيًا في مصر.

وكان الناشط السياسي المصري- المفرج عنه أخيرًا بعفو رئاسي-، أحمد دومة، قال في تصريحات له أن الشاعر جلال البحيري، حاول الانتحار في السجن في 9 سبتمبر/ أيلول؛ احتجاجًا على استمرار حبسه الاحتياطي المطوّل، وقد نقل على أثر ذلك إلى مستشفى السجن، ما أنقذه من الموت، مشيرًا إلى أن “البحيري” أرسل له رسالة عبر أسرته، أخبره فيها بما حصل.

يشار إلى أن الشاعر جلال البحيري، دخل في إضراب عن الطعام، اعتبارًا من 5 سبتمبر/ أيلول، بالتزامن مع مرور عامين على حبسه الاحتياطي، بعدما قضى عقوبة السجن لمدة 3 سنوات، وتم تدويره (تجديد اعتقاله) على ذمة قضية أخرى.

وألقت السلطات المصرية القبض على “البحيري” في 3 مارس 2018، من مطار القاهرة، بعد كتابة أغنية “بلحة” التي أداها رامي عصام. ولم يتمكن أهله أو محاميه من التواصل معه أو التوصُّل إلى أي معلومات عن مكان احتجازه والاتهامات التي يواجها إلى أن مثلاً أمام نيابة أمن الدولة بتاريخ 10 مارس 2018، وقد ظهرت عليه علامات التعذيب والضرب المبرح. ووجهت إليه اتهامات بـ “الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وازدراء الدين، وإهانة المؤسسة العسكرية”.

وحكمت المحكمة العسكرية على “البحيري” بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ وغرامة 10 آلاف جنيه؛ بسبب شعر ألفه اعتبرته المحكمة العسكرية إساءة للمؤسسة العسكرية وقياداتها.

وفي 31 يوليو 2021، أنهى “البحيري” حبسه في الحكم الصادر ضده في القضية رقم 4 لسنة 2018 جنح المدعي العام العسكري، لكن ظل محتجز بقسم شرطة كفر شكر من يوم 5 أغسطس 2021 إلى 16 من نفس الشهر، ثم تم نقله إلى مقر الأمن الوطني ببنها، حتى ظهر في 5 سبتمبر 2021، متهمًا في القضية رقم 2000 لسنة 2021، حيث وجهت له نيابة أمن الدولة العليا اتهامات، منها؛ الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالأمن العام.

من ناحيتها، ترى “لجنة العدالة” أن محاولة انتحار الشاعر المصري، جلال البحيري، داخل محبسه هي صرخة أخيرة للداخل والخارج بأن الأوضاع أصبحت فوق طاقة البشر داخل السجون ومقار الاحتجاز في مصر، وسط انعدام للآمال في ظل وجود سلطات لا تعرف سوى العصف بالحقوق والحريات.

كما تعتبر اللجنة أن السكوت عن تلك الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان داخل مقار الاحتجاز في مصر غير مبرر، ويحتاج إلى تدخل عاجل لا للإهمال في تلك النقطة الحساسة بمسار دعم الحريات والحقوق بمصر، وأن عزوف المجتمع الدولي مؤخرًا عن تناول ذلك الملف منح السلطات المصرية ضوءًا أخضر للتعامل بكل أريحية نحو مزيد من الانتهاكات والإذلال للمحتجزين سياسيًا في مصر.

كذلك تطالب “لجنة العدالة” بفتح تحقيقات موسعة ومحايدة وشفافة حول واقعة محاولة انتحار “البحيري”، مع ضرورة تحسين أوضاع احتجازه وباقي المحتجزين بمجمع سجون بدر– المشهور بكثرة انتهاكاته-، وبكل المحتجزين سياسيًا في باقي السجون ومقار الاحتجاز بالبلاد.

وأيضًا تدعو اللجنة السلطات في مصر بالتوقف عن التعامل الأمني مع ملف المحتجزين على ذمة قضايا سياسية، مع إيجاد مزيد من الضغط الدولي على مصر لمنح المنظمات الأممية والحقوقية- الدولي منها والمحلي- حق زيارة تلك المقرات؛ لمراقبة الأوضاع ورصد الانتهاكات بداخلها.

لمزيد من المعلومات والطلبات الإعلامية أو الاستفسارات، يرجى التواصل معنا
(0041229403538 / media@cfjustice.org)

آخر الأخبار

اشترك في نشرتنا الإخبارية!

كن أول من يحصل على أحدث منشوراتنا