Skip to content

العملية سيرلي

حصل موقع Disclose (ديسكلوز) للصحافة الاستقصائية على مئات الوثائق الرسمية الفرنسية السرية التي تكشف عن انتهاكات ارتكبت خلال عملية عسكرية سرية لفرنسا في مصر. يكشف هذا التحقيق كيف أصبحت فرنسا متواطئة في الضربات الجوية ضد المدنيين.

في وقت مبكر من صباح يوم 13 فبراير 2016 ، عبرت حافلة ذات نوافذ مغطاة بالستائر بوابات قاعدة عسكرية قرب مدينة مرسى مطروح الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​على بعد حوالي 570 كيلومترًا غرب القاهرة. كان ذلك في يوم سبت. حيث توقفت الحافلة أمام مجموعة أكواخ رملية اللون، وخرج منها عشرة رجال كلهم ​​فرنسيون. كانوا قد وصلوا إلى مصر قبل أيام قليلة بتأشيرات سياحية. ثم تبع الرجال الفرنسيون جنودا مصريين إلى مبنى به معدات أساسية فقط، بالاضافه الي ان نظام تكييف هواء بالمبنى كان به خلل ولم يوجد صنبور مياه. وقد أصبح المبنى مركزا لقيادة عملية عسكرية سرية مشتركة من قبل فرنسا ومصر، تحت مسمى “سيرلي” Sirli.

تلقى موقع Disclose مئات من الوثائق السرية (التي قدمها مصدر تم حجب هويته) والتي تكشف عن الانتهاكات التي حدثت خلال هذه المهمة الاستخباراتية التي نفذت باسم مكافحة الإرهاب، والتي بدأت في فبراير 2016.

وقد صدرت الوثائق (التي ظلت سرية بموجب لوائح “سرية الدفاع الوطني” الفرنسية (“le secret de la défense nationale“) من مكتب خدمات ديوان الرئاسة وقصر الإليزيه ووزارة القوات المسلحة الفرنسية وأجهزة المخابرات العسكرية الفرنسية.

وتوضح الوثائق كيف انحرف هذا التعاون العسكري السري عن مهمته الأصلية وهي استطلاع النشاط الإرهابي وتحول الى حملة من عمليات الإعدام التعسفي خارج نطاق القانون. وتنطوي تلك المهام على جرائم دولة تم إبلاغ مكتب الرئاسة الفرنسية عنها باستمرار، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء بشأنها.

“ما تسبب في كسر الصمت هو الطريقة السرية التي تمت بها المهمة السياسية العسكرية الفرنسية بما يسيء إلى تاريخ تضحيات الرجال والنساء في خدمة فرنسا”

بدأ مشروع التجهيز للمهمة الاستخباراتية في 25 يوليو 2015. في ذلك اليوم، توجه جان إيف لودريان  وزير الدفاع الفرنسي آنذاك برئاسة فرانسوا هولاند، إلى القاهرة مع رئيس المخابرات العسكرية الفرنسية الجنرال كريستوف جومارت، من أجل لقاء وزير الدفاع المصري صدقي صبحي. كان السياق، وفقًا لوثيقة دبلوماسية فرنسية حصلت عليها Disclose، “إيجابي للغاية […] بناءً على النجاحات الأخيرة لعقود مقاتلات Rafale و FREMM“. كانت هذه إشارة إلى بيع فرنسا لمصر في أبريل من ذلك العام 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال وبارجتين حربيتين متعددتي الأغراض (FREMMs) بقيمة إجمالية تبلغ 5.6 مليار يورو.

وكان الاجتماع في القاهرة لبحث تأمين الحدود المصرية الغربية التي يبلغ طولها 1200 كيلومتر مع ليبيا التي تعيش حالة من الفوضى. تناول صبحي بشكل خاص “الحاجة الملحة” للمعلومات من المخابرات الجوية. تعهد لو دريان بإقامة “تعاون عملي وفوري” كجزء من “مناورة عالمية ضد الإرهاب”علي شكل مهمة سرية بقيادة المخابرات العسكرية الفرنسية من قاعدة عسكرية مصرية.

ثم تبقت خطوة توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين. كان من شأن هذه الخطوة أن توضح بالتفصيل هدف العملية، وتسمح للعسكريين بالتشاور حولها وفهم الخطوط العريضة لها. وفقًا للمعلومات التي حصلت عليها Disclose لم يتم التوقيع على مثل هذه الوثيقة أبدًا.

“كان من شأن هذا الاتفاق أن يُلزم الطرفين بأن يصفا بشكل واضح إطار التعاون ونوع المهمة، وخصوصا أوجه القصور التي قد تشوبها”.

في بداية عام 2016 ، تم إرسال فريق فرنسي سرًا إلى منطقة الصحراء الغربية في مصر، التي تبلغ مساحتها 700،000 كيلومتر مربع، من نهر النيل إلى الحدود بين مصر وليبيا. كان ذلك هو بداية عملية سيرلي. وشارك فيها عشرة أشخاص، أربعة جنود وستة جنود سابقين يعملون الآن في القطاع الخاص – وهم طيارين وأربعة محللين للأنظمة. وقد كان المحللين يعملون لدى شركة CAE Aviation، وهي شركة مقرها لوكسمبورغ متخصصة في التصوير واعتراض الاتصالات. كما قامت شركة CAE Aviation بتأجير الأداة الرئيسية للعملية لجهاز المخابرات العسكرية الفرنسية، وكانت عبارة عن طائرة خفيفة من طراز Merlin III مجهزة للمراقبة والاستطلاع، والتي أصبحت بمثابة آذن وعين للفريق.

حاول موقع Disclose التواصل مع شركة CAE Aviation في عدة مناسبات،ولكنهم رفضوا الإدلاء بأي تعليق.

ميرلين 3 في مرسى مطروح في مصر، بعدسة أحد العملاء الذين شاركوا في العملية سيرلي.
ميرلين 3 في مرسى مطروح في مصر، بعدسة أحد العملاء الذين شاركوا في العملية سيرلي.

 من حيث المبدأ ، تضمنت مهمة الفرقة ، المسماة “ELT 16″ (وهو مختصر ل “فريق الاتصال التقني رقم 16”) ، مراقبة منطقة الصحراء الغربية لتحديد أي تهديد إرهابي محتمل قادم من ليبيا. وكان يرافق الفريق الفرنسي في كل رحلة ضابط مصري تم تكليفه بالاستماع إلى التنصت المباشر للمحادثات. ومن الناحية النظرية كان من المقرر التحقق من المعلومات التي تم الحصول عليها مقارنة بتفاصيل أخرى من أجل تقييم حقيقة أي تهديد وهوية المشتبه بهم.

لكن سرعان ما أدرك الفريق الفرنسي أنه تم استخدامهم لتسهيل قتل المدنيين المشتبه في ضلوعهم في أنشطة التهريب. أبلغ الفريق الرتب الأعلي منهم على فترات منتظمة – أكثر من عام ، ثم عامين ، وأخيراً ، ثلاث سنوات – ولكن دون جدوى.

بدأت تراودهم الشكوك بعد شهرين فقط من مهمتهم ، كما يتضح من تقرير جهاز المخابرات العسكرية DRM بتاريخ 20 أبريل 2016. أبلغ ضابط الاتصال للبعثة رؤسائه أن المصريين يريدون “اتخاذ إجراءات مباشرة ضد المتاجرين بالبشر”، وبأن مكافحة الإرهاب لم تعد أولوية.

وبعد أربعة أشهر أكد تقرير شكوك الفريق الفرنسي.

تقرير 15 أغسطس 2016

“العقيد [المصري] أصر على رغبته في القيام برحلات جوية فوق” الموزة “من أجل الحد بشكل ملحوظ من نشاط المهربين العابرين بين ليبيا ومصر”.

أطلق ضابط مصري لقب “الموزه” على المنطقة الصحراوية الشاسعة التي تمتد من جنوب واحة سيوة إلى مدن دلتا النيل. وتركزت في هذه المنطقة ، حسب قوله ، شاحنات البيك أب (التي يطلق عليها في مصر سيارات نصف نقل) التي يستخدمها المهربون الذين يسافرون إلى مصر من الحدود الليبية، والتي كانت تتوجه إلى القاهرة والإسكندرية ووادي النيل. ويمكن لتلك المركبات ذات الدفع الرباعي التي يقودها في الغالب مدنيون تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عامًا أن تحمل سجائر أو مخدرات أو أسلحة، وكذلك بنزين وأرز وقمح ومنتجات مكياج، كما تم ذكره بالتفصيل في وثيقة سرية واحدة من قبل المخابرات العسكرية  DRM.

Report of August 15th 2016

سافرت  Disclose إلى المنطقة المحيطة بمرسي مطروح، حيث يعيش ما يقرب من 50٪ من السكان تحت خط الفقر. ينظر الكثيرون هناك إلى التورط في نشاط التهريب على أنه هروب من العمل في حقول الزيتون أو التمر. وكما قال موظف عام سابق يعيش في قلب المنطقة الحدودية: “عندما تعمل من الصباح إلى المساء في الحقول ، تكسب 120 جنيهًا مصريًا فقط [حوالي 6.61 يورو] التي  بها لا يمكنك حتى شراء كيلوغرام من اللحوم. عندما يرى الشباب هنا – الذين لم يتجاوزوا الثلاثين من العمر والذين يتزوجون أحيانًا ولديهم أطفال صغار – شابًا يبني فيلا أو حديقة كبيرة فإنهم يريدون الشيء نفسه دون التفكير في الخطر.”

تحدث موقع Disclose مع مهرب سابق من المنطقة يعمل الآن في السياحة، حيث قال: “إن سائق شاحنة محملة بالسجائر يكسب 3800 يورو في الرحلة بين ليبيا ومصر”. يمثل هذا المبلغ ما يقرب من 40 ضعف متوسط الأجر الشهري في مصر، وهو ما يجذب الآخرين للمهنة على الرغم من خطر الموت الذي ينطوي عليه العمل في هذا المجال. وقد أعلن مكتب الرئاسة المصري في يوليو 2020 أنه على مدار السنوات السبع الماضية  تم تدمير “10000 مركبة محملة بالإرهابيين والمهربين” و “قتل 40 ألف شخص”.

لكن وفقًا لجليل حرشاوي، الباحث في المنظمة غير الحكومية السويسرية المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية Global Initiative Against Transnational Organized Crime، فإن التهديد الإرهابي من ليبيا “يبالغ الجيش المصري في تقديره إلى حد كبير من أجل الحصول على دعم دولي”. ومنذ عام 2017 لم يسمع أحد عن أي جماعة إرهابية أو تنظيمات إسلامية متمركزة في شرق ليبيا. ووفقًا لتقرير صدر في مايو 2020 عن المعهد الأوروبي للسلام European Institute of Peace، وهو مؤسسة مستقلة لحل النزاعات، لم يكن هناك أي دليل تقريبًا يشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية ، أو الجماعات المسلحة الأخرى ، استخدمت تهريب المخدرات لتمويل أنشطتها في ليبيا.

“يتم قتل المدنيون فقط. الإرهابيون لا يتجولون في هذا الجزء من الصحراء، فهم يتركزون قبل كل شيء في سيناء ، في أقصى شمال شرق البلاد “.

وفي نهاية صيف عام 2016 ، كان وكلاء المخابرات العسكرية الفرنسية واضحين في استنتاجهم أن المهمة لم تكن ذات أهمية. خاصة وأن المناطق التي تم التحليق فوقها ظلت مقتصرة بشكل صارم على غرب البلاد حيث تكاد تكون الجماعات المسلحة معدومة. فقد تم منعهم من تغطية الأراضي في ليبيا وسيناء حيث يوجد التهديد الإرهابي الحقيقي. وقد أكد أحد أعضاء فريق سيرلي على ذلك في تقرير صدر في سبتمبر 2016.

تقرير 3 سبتمبر 2016

“عمليا لم يكن هناك أي دليل على معالجة قضية الإرهاب.”

“عدم القدرة على التحليق فوق الأراضي الليبية وكذلك سيناء قد حد من جمع المعلومات للمناطق الحدودية. “

“إن أولوية المهمة هي تلبية احتياجات الشريك. “

Report of September 3rd 2016

ولإشباع هوسه بالأمن تطلب النظام الديكتاتوري المصري المزيد، مثل “إقامة حلقة قصيرة لنقل المعلومات” بين الطائرة الفرنسية والقاعدة العسكرية. الهدف: السماح للقوات الجوية المصرية بالوصول إلى المنطقة “للتعامل مع” الهدف في أسرع وقت ممكن. كان هذا الطلب مصدر قلق للأفراد الفرنسيين في الميدان، ولكن لم يكن مصدر قلق لنائب مدير البحث في المخابرات العسكرية الفرنسية، الذي وافق على تقليص أوقات نقل البيانات التي يتم جمعها. وقال الضابط الذي كتب مذكرة 3 سبتمبر إنه منذ ذلك الحين “كان تورط القوات الجوية المصرية في تدمير المهربين أكثر وضوحا”. ولم يكن للمهمة الاستخباراتية الآن سوى هدف واحد: استهداف المركبات المدنية نيابة عن القوات الجوية المصرية.

فشل المهمة

في 21 سبتمبر 2016 ، أقلع أعضاء فريق سيرلي من مرسى مطروح على متن طائرة الاستطلاع الفرنسية ميرلين 3. وبعد عدة ساعات من الطيران فوق الصحراء رصدوا قافلة من الشاحنات الصغيرة مسرعة فوق الكثبان الرملية. وقام الفريق الموجود في الطائرة بنقل موقع القافلة إلى زملائهم في القاعدة، والذين نقلوا المعلومات لاحقًا إلى سلاح الجو المصري. وبفضل “الحلقة القصيرة” وصلت طائرة مصرية من طراز سيسنا Cessna 208 فوق المنطقة بعد فترة وجيزة. كان على الفرنسيين تغيير الاتجاه لتجنب الاصطدام. وعندما عادوا فوق المكان بعد 43 دقيقة كان هناك سيارة مشتعلة.

flight 1
flight 2

تقرير 22 سبتمبر 2016

وفي اليوم التالي أبلغ ضابط ارتباط بمديرية المخابرات العسكرية قيادته أنه “من المحتمل جدًا أن تكون الغارة قد نفذتها القوات الجوية المصرية سيسنا 208”.

وقال “إن وجود Cessna 208 وحده يشهد على قصد القوات الجوية المصرية استخدام المعلومات [المقدمة اليها] لغايات قمعية ضد حركة المرور المحلية”.

Report of September 22nd 2016

وبعد أيام قليلة من تلك الضربة ، أعلن الجيش المصري أنه دمر ثماني شاحنات صغيرة مع ركابها الذين يشتبه في أنهم مهربون. ومن خلال توفير المعلومات حول موقعهم فقد جعلت الدولة الفرنسية نفسها في الواقع شريكًا في عمليات الإعدام التعسفي.

وبحلول نهاية عام 2016 لم يعد فشل المهمة موضع شك.

تقرير 28 سبتمبر 2016

“لاتزال فرقة ELT 16 يقظًه للغاية ولكنها مع ذلك قلقه بشأن استخدام [المعلومات] لأغراض [الاستهداف].”

Report of September 28th 2016

تقرير 15 ديسمبر 2016

“القوات الجوية المصرية تمارس ضغوطا مستمرة على تخطيط البعثات من أجل الاستفادة القصوى من قدرات طائرات المراقبة والاستخبارات الخفيفة (ALSR) لصالحها.”

Report of September 15th 2016

تقرير 6 يناير 2017

“لم يتم تناول مشكلة الإرهاب قط”.

Report of January 6th 2017

وفقًا للوثائق السرية التي حصل عليها موقع Disclose ، قد تكون القوات الفرنسية تورطت في ما لا يقل عن 19 تفجيرًا للمدنيين بين عامي 2016 و 2018. وفي الغالب دمرت الغارات عدة سيارات، وقد يصل عدد الضحايا إلى عدة مئات. ووفقاً لمعايير قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 56/83 ، يمكن إثبات تواطؤ فرنسا في عمليات الإعدام غير القانونية تلك.

 تم انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسًا لفرنسا في 7 مايو 2017. وأعلن ماكرون في تلك الليلة، متحدثًا أمام الحشود في ساحة اللوفر في باريس: “تتوقع أوروبا والعالم أن ندافع ، في كل مكان، عن روح التنوير، [التي هي] مهددة في كثير من الأماكن”. “إنهم يتوقعوننا أن ندافع، في كل مكان، عن الحريات، [و] أن نحمي المظلومين.”

ومع ذلك ، فإن الرئيس المنتخب حديثًا أكد بعد فترة وجيزة أن فرنسا ستواصل تعاونها مع الديكتاتورية المصرية.

فبعد ثلاثة أسابيع من بدء ولايته أجرى ماكرون مكالمة هاتفية مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بعد أيام من هجوم إرهابي ضد الطائفة القبطية المسيحية في مصر، والذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه. وبحسب ملخص الحديث، سرعان ما ركز الحديث على الشراكة العسكرية بين باريس والقاهرة. وأكد ماكرون للسيسي أنه “على علم تام بالعمليات الجارية” في مصر.

وفي اليوم التالي تلقى رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية بيير دي فيلييه، الخاضع لسلطة الرئيس الفرنسي، تقريرًا صنف على أنه سري. وأشار التقرير المفصل الذي كتبه مدير المخابرات العسكرية إلى أن معظم الشاحنات الصغيرة التي تم تحديد مكانها في الصحراء المصرية لم تكن مرتبطة بجماعات إرهابية.

تقرير 1 يونيو 2017

“إن مسارات حركة المرور التي تم تحديد موقعها مرتبطة بشكل أساسي بحركة التهريب البدوي المهني”البسيط “.

ثم حدد رئيس إدارة المخابرات العسكرية “ترتيب الأولويات” في مصر. وجاءت مكافحة الإرهاب في المرتبة الثالثة.

Report of June 1st 2017

تقرير 1 يونيو 2017

ترتيب أولويات الشريك على النحو التالي:

  1. التهريب
  2. الهجرة غير الشرعية
  3. الإرهاب

في السادس من يونيو 2017 ، سافرت سيلفي جولارد ، التي عملت لفترة وجيزة فقط كوزيرة للقوات المسلحة في حكومة ماكرون (تركت المنصب في 21 يونيو) ، إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري. وعلى الرغم من التجاوزات الواضحة التي حدثت في العملية ، شددت على أن ماكرون “مستعد لدراسة إمكانية زيادة استخدام” طائرة الاستطلاع التي وصفت نتائجها بأنها “استثنائية”.

Report of June 1st 2017

تقرير 6 يونيو 2017

“النتائج التي تم الحصول عليها بالفعل بفضل مهام طائرات المراقبة والاستخبارات الخفيفة (ALSR) [هي] استثنائية. فقد سمحت هذه المهام في عام واحد باعتراض وتدمير أكثر من 1000 مركبة على الطرق الوعرة تعبر الحدود بشكل غير قانوني”.

Report of June 6th 2017

بعد يومين من زيارة جولارد ، قام وزير الخارجية الفرنسي المعين حديثًا، جان إيف لودريان (وزير الدفاع السابق برئاسة فرانسوا هولاند)، بزيارة القاهرة أيضًا. وهناك التقى للمرة الثامنة في أقل من ثلاث سنوات وزير الدفاع المصري صدقي صبحي. بعد تهنئة أنفسهم على “مستوى الثقة الذي وصلوا إليه”، أجرى الرجلان تحديثًا حول الجوانب السرية للشراكة العسكرية الثنائية، كما تم الكشف عنه في تقرير دبلوماسي بتاريخ 11 يونيو 2017.

وقال الوزير المصري إن “مهام طائرات المراقبة والاستخبارات الخفيفة (ALSR) [كانت] حاسمة في تحديد وتعيين العديد من الأهداف” وفقًا للتقرير الذي أشار إلى أن لودريان رد بـ “تقديره لمهارة ودقة طياري القوات الجوية المصرية”.

بعد ما يقارب شهر واحد من هذا التعبير المتبادل عن التقدير ، قتلت “دقة” القوات الجوية المصرية ثلاثة عمال ، بينهم والد لأربعة أطفال، أحمد الفقي ، مهندس من القاهرة.

وفي الخامس من تموز (يوليو) 2017، كان أحمد الفقي واثنان من زملائه (لم يتمكن ديسكلوز من تأكيد هويتهم) يعملون على رصف طريق بالقرب من مدينة الواحات البحرية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 32000 نسمه. بعد ظهر ذلك اليوم، أثناء سفرهم في شاحنة صغيرة، توقف الرجال الثلاثة عند مبنى منجم للحديد، حيث حصلوا على إذن من إدارة الموقع للملء من إمدادات المياه. وبعد وصوله مباشرة، نزلت طائرة تابعة لسلاح الجو المصري من السماء وفجرت السيارة، مما أدى إلى مقتل الفقي واثنين من زملائه. ونقل موقع إخباري محلي مستقل، مدى مصر، وقناة الجزيرة الإخبارية القطرية عن الحدث، وتلاه عدد من الرسائل التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم ترد تقارير أخرى، بعد أن تكتم الجيش المصري عن القضية. وقال شخص من موقع “قتل في مصر”killed in Egypt، تحدث شريطة حجب اسمه، لـ Disclose: “في المشرحة ، هدد رجال مقنعون يرتدون ملابس سوداء الأسرة حتى أن شهادة وفاة أحمد تشير إلى أن سبب الوفاة غير معروف”.

Al-Jazeera1
Al-Jazeera2

لم يرد ذكر وفاة أحمد الفقي ورفاقه في أي من الوثائق التي نقلت إلى موقع Disclose. ومع ذلك ، فإن مكان واقعة القتل يقع في إحدى المناطق التي استخدمتها طائرة الاستخبارات العسكرية الفرنسية للتحليق فوقها في ذلك الوقت. في 14 يوليو 2017 ، تعرضت ثلاث سيارات تم تحديد موقعها في نفس المنطقة من قبل الطائرة الفرنسية لقصف طائرات F-16 المصرية المتمركزة في الإسكندرية.

“يمكنك أن تطمئن إلى أن – مديرية المخابرات العسكرية DRM ستظل شريكك الملتزم تمامًا بجانبك”

 كتبت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية ، فلورنس بارلي ، التي تسلمت منصبها في 21 يونيو 2017 ، في خطاب أرسلته إلى الرئيس المصري والمارشال المتقاعد عبد الفتاح السيسي في 31 يوليو 2017.

بعد ما يقرب من عامين من إطلاق المهمة، أصبحت المشكلات التي واجهتها الشغل الشاغل ليس فقط لمديرية المخابرات العسكرية DRM ، ولكن أيضًا داخل سلاح الجو الفرنسي الذي كان قلقًا بشأن الضربات العمياء المتكررة، كما يتضح من هذا التقرير المرسل إلى الرئاسة الفرنسية. مكتب قصر الإليزيه.

تقرير 23 نوفمبر 2017

“في حالة الافتقار إلى وسائل المراقبة لا يمكن تحديد هوية الشاحنات الصغيرة بدون عنصر مراقبة منفصل بخلاف التحليق الأولي الذي كانوا معرضين له. كما يمكن التشكيك في تحديد هوية بعض المركبات وما ينجم عنها من اعتراضات.”

وطوال عام 2018 ، تتابعت المهمات الاستخباراتية الواحدة تلو الأخرى واستمرت الضربات التي نفذتها طائرات إف -16 المصرية بوتيرة متزايدة.

Report of November 23rd 2017

تقرير 1 أبريل 2018

“يبدو أن دورية من طائرتين من طراز F-16 للقوات الجوية المصرية نجحت في التعامل مع ست شاحنات من أصل ثماني تم رصدها”.

Report of April 1st 2018

تقرير 5 يونيو 2018

“تم إرسال إحداثيات وطبيعة التحري إلى الشريك […] تم تدمير اثنتين من الشاحنات الصغيرة.”

في أوائل عام 2019 ، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برفقة وزيرة القوات المسلحة فلورنس بارلي بزيارة رسمية إلى مصر. تم تزويد كلاهما بالكثير من المذكرات الرسمية مسبقًا. تمت كتابة إحداها في 19 يناير من قبل مكتب إفريقيا في المكتب الرئاسي الفرنسي في قصر الإليزيه. وأبلغت الرئيس الفرنسي بـ “ضرورة” التوصل إلى اتفاق يضمن “إطاراً قضائياً متيناً” للفريق الموجود على الأرض. وأوصى تقرير آخر موجه إلى بارلي بوضع حد للممارسات التعسفية للعملية.

Report of June 5th 2018

تقرير 22 يناير 2019

“تم تحديد الحالات المعروفة لتدمير الأهداف التي اكتشفتها الطائرات […] من المهم أن يتم تذكير الشريك بأن طائرات المراقبة والاستخبارات الخفيفة (ALSR) ليس أداة استهداف.”

Report of January 22nd 2019

لكن لن يتم التوقيع على أي اتفاق، ولن يتم التشكيك في البعثة. سيبقى دعم الديكتاتورية هو الأولوية مهما كان الثمن. في الخامس من ديسمبر 2020 ، قلد إيمانويل ماكرون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسام جوقة الشرف الأكبر من وسام جوقة الشرف الفرنسي، وذلك خلال مأدبة عشاء على شرفه في قصر الإليزيه بمناسبة زيارته إلى فرنسا التي استمرت ثلاثة أيام. بعد أربعة أشهر من ذلك الحفل ، اشترت الديكتاتورية المصرية سرا 30 طائرة مقاتلة أخرى من طراز رافال من فرنسا ، في صفقة قيمتها 3.6 مليار يورو.

وبحسب المعلومات التي وردت إلى موقع Disclose ، يتواصل انتشار أفراد القوات المسلحة الفرنسية في الصحراء المصرية.

مرتزقة السماء

تزود شركة غير معروفة مقرها في لوكسمبورغ الجيش الفرنسي بفريق من الرجال وطائرة لعملية سيرلي.
 اسمها CAE Aviation ورئيسها هو الرئيس السابق للبعثة السرية في مصر