Skip to content

نتيجة لضغط كوميتي فور جستس – ظهور المواطن الفرنسي المختفي في القاهرة وسط غموض في تفاصيل اختفاءه حتى الآن

أقل من دقيقة مدة القراءة: دقائق

ذكرت سارة ساكوتي، مسؤولة حقوق الإنسان بـ”كوميتي فور جستس” أن المواطن الفرنسي، يان بوردون، والذي ظل مختفيًا لما يقارب العام في القاهرة بمصر، قد تواصل مع السفارة الفرنسية بالقاهرة وأسرته بفرنسا، مبديًا رغبته في عدم التحدث عن فترة اختفائه حاليًا، ومنحه الوقت للعودة لحياته الطبيعية. (تعرف على قصة يان بوردون من هنا)

وأكدت “ساكوتي”، في مداخلة لها مع إذاعة BFM أنه كان من المفترض أن ننتظر من السلطات المصرية أن تخبرنا عن الخطوة التالية، ولكن تفاجأنا جميعًا بأن الأمن الوطني في مصر حجز تذكرة طيران لـ”بوردون” سريعًا في نفس الليلة. 

وأشارت مسؤولة حقوق الإنسان بـ”كوميتي فور جستس” إلى أن “بوردون” غادر مصر، يوم الخميس 11 أغسطس/ آب 2022، في العاشرة صباحًا، ووصل إلى فرنسا الساعة 2:30 ظهرًا. 

وكان “بوردون” توجه في 9 أغسطس/ آب 2022، إلى السفارة الفرنسية بالقاهرة، كما تمكن من التواصل مع عائلته عبر الهاتف، في اليوم التالي 10 أغسطس/ آب 2022، دون أن يفصح عن أي معلومات حول اختفائه حاليًا. 

وأوضحت “ساكوتي” أن المؤسسة والعاملين في المجال الحقوقي يحترمون رغبة “بوردون” في الصمت الحالي، ويقدرون رغبته في منحه وقت للعودة إلى حياته الطبيعية. 

وكان المواطن الفرنسي، يان بوردون، وهو طالب بقسم التاريخ بجامعة السوربون في باريس، قرر في صيف 2021، السفر عبر أوروبا وأخذ استراحة من دراسته، وبالفعل وصل إلى إسطنبول بتركيا في 24 يوليو 2021، ومن هناك حجز رحلة بالطائرة إلى شرم الشيخ في مصر لزيارة البلاد واكتشاف المعالم التاريخية. وفي صباح يوم 25 يوليو 2021، هبطت طائرته بمطار شرم الشيخ في مصر. 

واعتاد “بوردون” السفر عبر المدن التي كان يزورها عن طريق إيقاف السيارات ومطالبة السائقين بإنزاله إلى مواقع محددة، وهو ما فعله للذهاب إلى جبل سيناء، الذي تسلقه في 25 يوليو/ تموز 2021، كما زار سانت كاترين، وأثناء كل هذا اعتاد “بوردون” على إرسال رسائل بريد إلكتروني إلى عائلته في كل مرة يتمكن فيها من الوصول إلى شبكة Wi-Fi عامة (عادة كل يومين إلى ستة أيام). 

وفي 28 يوليو 2021، أرسل “بوردون” آخر بريد إلكتروني مفصل إلى عائلته، قال فيه إنه سيتوجه نحو السويس ليلتقي بضابط شرطة خارج الخدمة جاء للتحدث معه، قائلاً إنه عائد من إجازاته وأنه يمكنه إيصاله، وأن الشرطي نقله إلى محطة مترو بضاحية القاهرة بمحافظة القاهرة. وقبل السماح له بالرحيل، دعا ضابط الشرطة “بوردون” للحضور لتناول العشاء معه ومع بعض الأصدقاء، فوافق وانضم إليهم ليلة 28 يوليو / تموز 2022. وفي 4 أغسطس 2021، نفس يوم اختفائه، رد “بوردون” على آخر رسالة بريد إلكتروني لأخته، مؤكداً لها أنه سيكتب إليهم قريبًا. 

بدأت الأسرة تشعر بالقلق في أوائل سبتمبر/ أيلول 2021، عندما فوت “بوردون” عيد ميلاد والدته، ووفقًا لعائلته، لم يفوت أبدًا عيد ميلاد أحد أفراد الأسرة، وكذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، حدث نفس الشيء مع عيد ميلاد أخته، لذلك قررت الأسرة اتخاذ إجراء. 

كذلك أرسلت عائلة “بوردون” طلبًا إلى مركز الأزمات والحماية التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021. وعقب ذلك بيومين، فتحت الشرطة الوطنية الفرنسية تحقيقًا رسميًا في اختفاء “بوردون”، وبعد أخذ شهادة الأسرة، تم تحويل البلاغ إلى وزارة الخارجية. 

كما طلبت العائلة تحديثًا في يناير 2022، خصوصًا مع عدم تعاون السلطات في مصر مع التحقيقات، وتأكيدها على عدم وجود “بوردون” على الأراضي المصرية، رغم اطلاع الشرطة الفرنسية على أخر تعاملات مالية قام بها “بوردون” من خلال بطاقته الائتمانية، والتي قام بها من ماكينة صراف آلي بجوار محطة مترو “السادات”، بميدان التحرير في القاهرة. 

وفي 16 فبراير/ شباط 2022، تواصلت السلطات المصرية مع عائلة “بوردون” طالبين صورة من بطاقة هويته. وفي يوم 28 من ذات الشهر، اتصلت موظفة بالقنصلية المصرية بالعائلة، واستخدمت لهجة حادة في التعامل معهم، مشيرة إلى اختفاء مصريين أيضًا في فرنسا! وفي 25 مارس/ آذار 2022، اعترفت السلطات المصرية أخيرًا بأن “بوردون” كان بالفعل داخل البلاد بفضل سجلات الطيران، ورقم جواز سفره، لتقرر عائلته السفر إلى مصر في 21 مايو/ أيار، لمتابعة القضية. 

حاولت عائلة “بوردون” لقاء أي مسؤول أمني في مصر، ولكن قوبل طلبهم بالرفض مرارًا. وفي 23 مايو/ أيار 2022، التقت الأسرة مع وكيل نيابة الجيزة، لطرح أسئلة حول اختفاء ابنهم، وبدلاً من ذلك لم يكن لدى المدعي العام أي معلومات حول القضية أو عن “بوردون”، وانتهى الأمر باستجواب الوالدة لمدة 3 ساعات، وحين أصرت الأسرة على معرفة هل “بوردون” محتجزًا أم لا؟ لم يجدوا إجابة من المسؤولين المصريين، كما أجبرت الأم على توقيع كل صفحة من 15 صفحة من نص الاستجواب الذي تم معها، لكنهم لم يقدموا نسخة للعائلة. 

يشار إلى أن حالة اختفاء “بوردون” كانت موضع شكوى ى تقدمت بها “كوميتي فور جستس” إلى الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري في الأمم المتحدة، مشيرة فيها إلى أن الوقائع التي حدثت تشكل ممارسة محددة للاختفاء القسري، وتُستخدم بشكل متزايد من قبل السلطات المصرية. 

ودعت المؤسسة في شكواها الفريق الأممي للتدخل وحث السلطات المصرية على إجراء تحقيق رسمي وشفاف على الفور للكشف عن مكان وجود “بوردون”، مطالبين كذلك نيابة الجيزة بمصادرة ومشاركة لقطات كاميرات المراقبة من البنك حيث حدثت آخر تحركات مصرفية من حساب “بوردون”، والتحقيق في هوية ضابط الشرطة الذي يبدو أنه آخر شخص رأى “بوردون”. 

لمزيد من المعلومات والطلبات الإعلامية أو الاستفسارات، يرجى التواصل معنا
(0041229403538 / media@cfjustice.org)

آخر الأخبار

اشترك في نشرتنا الإخبارية!

كن أول من يحصل على أحدث منشوراتنا