Skip to content

“كوميتي فور جستس” تطالب مصر بالشفافية في تحقيقاتها بشأن اختفاء مواطن فرنسي قسريًا بالقاهرة

أقل من دقيقة مدة القراءة: دقائق

على وقع الزيارات المتبادلة بين البلدين.. 

“كوميتي فور جستس” تطالب مصر بالشفافية في تحقيقاتها بشأن اختفاء مواطن فرنسي قسريًا بالقاهرة

قالت “كوميتي فور جستس” إنه في الوقت الذي يفتح فيه الغرب ذراعيه للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لعقد اللقاءات وتوقيع الاتفاقيات وإرساء التعاون فيما بينهم، يظل مسلسل الانتهاكات داخل مصر مستمر وبلا رحمة، ليس فقط ضد المواطن المصري، وإنما امتد ليطول مواطني تلك الدول الغربية التي رحبت وترحب بالرئيس المصري وعقدت معه الاتفاقات المختلفة.

وأضافت المنظمة أنه في الوقت الذي تقوم فيه باريس والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، باستضافة الرئيس المصري “السيسي” في زيارة مرتقبة، يوم الجمعة القادمة الموافق 22 يوليو/ تموز 2022، تود تذكير الفرنسيين بقضية المواطن الفرنسي، يان بوردون (27 عامًا)، الذي اختفي بالقاهرة في ظروف غامضة، في أغسطس/ آب 2021، دون أن تظهر أي معلومة عنه حتى الآن تكشف عن مصيره.

وأوضحت “كوميتي فور جستس” أن حالة اختفاء “بوردون” كانت موضوع شكوى تقدمت بها إلى الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري في الأمم المتحدة، مشيرة فيها إلى أن الوقائع التي حدثت تشكل ممارسة محددة للاختفاء القسري، وتُستخدم بشكل متزايد من قبل السلطات المصرية.

وذكرت المنظمة في شكواها أن المواطن الفرنسي، يان بوردون، وهو طالب بقسم التاريخ بجامعة السوربون في باريس، قرر في صيف 2021، السفر عبر أوروبا وأخذ استراحة من دراسته، وبالفعل وصل إلى إسطنبول بتركيا في 24 يوليو 2021، ومن هناك حجز رحلة بالطائرة إلى شرم الشيخ في مصر لزيارة البلاد واكتشاف المعالم التاريخية. وفي صباح يوم 25 يوليو 2021، هبطت طائرته بمطار شرم الشيخ في مصر.

وتابعت “كوميتي فور جستس” في شكواها إن “بوردون” اعتاد السفر عبر المدن التي كان يزورها عن طريق إيقاف السيارات ومطالبة السائقين بإنزاله إلى مواقع محددة، وهو ما فعله للذهاب إلى جبل سيناء، الذي تسلقه في 25 يوليو/ تموز 2021، كما زار سانت كاترين، وأثناء كل هذا اعتاد “بوردون” على إرسال رسائل بريد إلكتروني إلى عائلته في كل مرة يتمكن فيها من الوصول إلى شبكة Wi-Fi عامة (عادة كل يومين إلى ستة أيام).

وأضافت أنه في 28 يوليو 2021، أرسل “بوردون” آخر بريد إلكتروني مفصل إلى عائلته، قال فيه إنه سيتوجه نحو السويس ليلتقي بضابط شرطة خارج الخدمة جاء للتحدث معه، قائلاً إنه عائد من إجازاته وأنه يمكنه إيصاله، وأن الشرطي نقله إلى محطة مترو بضاحية القاهرة بمحافظة القاهرة. وقبل السماح له بالرحيل، دعا ضابط الشرطة “بوردون” للحضور لتناول العشاء معه ومع بعض الأصدقاء، فوافق وانضم إليهم ليلة 28 يوليو / تموز 2022. وفي 4 أغسطس 2021، نفس يوم اختفائه، رد “بوردون” على آخر رسالة بريد إلكتروني لأخته، مؤكداً لها أنه سيكتب إليهم قريبًا.

واستطردت المنظمة أنه مرت عدة أسابيع دون سماع أي شيء عن “بوردون”، على الرغم من عدة محاولات للاتصال به، وبدأت الأسرة تشعر بالقلق في أوائل سبتمبر/ أيلول 2021، عندما فوت “بوردون” عيد ميلاد والدته، ووفقًا لعائلته، لم يفوت أبدًا عيد ميلاد أحد أفراد الأسرة، وكذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، حدث نفس الشيء مع عيد ميلاد أخته، لذلك قررت الأسرة اتخاذ إجراء.

وأوضحت “كوميتي فور جستس” أن عائلة “بوردون” أرسلت طلبًا إلى مركز الأزمات والحماية التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021. وعقب ذلك بيومين، فتحت الشرطة الوطنية الفرنسية تحقيقًا رسميًا في اختفاء “بوردون”، وبعد أخذ شهادة الأسرة، تم تحويل البلاغ إلى وزارة الخارجية.

وذكرت المنظمة أن العائلة طلبت تحديثًا في يناير 2022، خصوصًا مع عدم تعاون السلطات في مصر مع التحقيقات، وتأكيدها على عدم وجود “بوردون” على الأراضي المصرية، رغم اطلاع الشرطة الفرنسية على أخر تعاملات مالية قام بها “بوردون” من خلال بطاقته الائتمانية، والتي قام بها من ماكينة صراف آلي بجوار محطة مترو “السادات”، بميدان التحرير في القاهرة.

وفي 16 فبراير/ شباط 2022، تواصلت السلطات المصرية مع عائلة “بوردون” طالبين صورة من بطاقة هويته. وفي يوم 28 من ذات الشهر، اتصلت موظفة بالقنصلية المصرية بالعائلة، واستخدمت لهجة حادة في التعامل معهم، مشيرة إلى اختفاء مصريين أيضًا في فرنسا! وفي 25 مارس/ آذار 2022، اعترفت السلطات المصرية أخيرًا بأن “بوردون” كان بالفعل داخل البلاد بفضل سجلات الطيران، ورقم جواز سفره، لتقرر عائلته السفر إلى مصر في 21 مايو/ أيار، لمتابعة القضية.

وذكرت المنظمة أن عائلة “بوردون” حاولت لقاء أي مسؤول أمني في مصر، ولكن قوبل طلبهم بالرفض مرارًا. وفي 23 مايو/ أيار 2022، التقت الأسرة مع وكيل نيابة الجيزة، لطرح أسئلة حول اختفاء ابنهم، وبدلاً من ذلك لم يكن لدى المدعي العام أي معلومات حول القضية أو عن “بوردون”، وانتهى الأمر باستجواب الوالدة لمدة 3 ساعات، وحين أصرت الأسرة على معرفة هل “بوردون” محتجزًا أم لا؟ لم يجدوا إجابة من المسؤولين المصريين، كما أجبرت الأم على توقيع كل صفحة من 15 صفحة من نص الاستجواب الذي تم معها، لكنهم لم يقدموا نسخة للعائلة.

وأشارت “كوميتي فور جستس” إلى أن القضية بدأت تحظى بتغطية إعلامية، مع إشارة عدة وسائل إعلام إلى تشابهها مع قضية جوليو ريجيني، الطالب الإيطالي الذي اختفى قبل العثور على جثته ملقاة في شوارع القاهرة، وكيف تخشى تكرار السيناريو نفسه.

وفي ختام شكواها، دعت “كوميتي فور جستس” الفريق الأممي للتدخل وحث السلطات المصرية على إجراء تحقيق رسمي وشفاف على الفور للكشف عن مكان وجود “بوردون”، مطالبين كذلك نيابة الجيزة بمصادرة ومشاركة لقطات كاميرات المراقبة من البنك حيث حدثت آخر تحركات مصرفية من حساب “بوردون”، والتحقيق في هوية ضابط الشرطة الذي يبدو أنه آخر شخص رأى “بوردون”.

لمزيد من المعلومات والطلبات الإعلامية أو الاستفسارات، يرجى التواصل معنا
(0041229403538 / media@cfjustice.org)

آخر الأخبار

اشترك في نشرتنا الإخبارية!

كن أول من يحصل على أحدث منشوراتنا