خبر صحفي
ترجمة وتحرير: كوميتي فور جستس
جنيف: 29 سبتمبر/ أيلول 2022
دعا خبراء أمميون السلطات (الإسرائيلية) لإبداء تعاون مع آلية تحقيق مستقلة بشأن مزاعم القتل التعسفي لشيرين أبو عاقلة، الصحفية الفلسطينية – الأمريكية، وتبلغ من العمر 51 عامًا، ومراسلة مشهورة لقناة “الجزيرة”، وقدمت تقارير مكثفة عن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة طوال حياتها المهنية، وللاستخدام المفرط للقوة ضد الفلسطينيين الذين حضروا جنازتها.
– قتل تعسفي واعتداء على المشاركين بالجنازة والجثمان:
وأوضح الخبراء في مذكرة أممية أرسلت للسلطات (الإسرائيلية)، في 29 يوليو/ تموز 2022، ولم يتم الرد عليها حتى الآن، أنه في حوالي الساعة السادسة من صباح يوم 11 مايو 2022، وصل سبعة صحفيين – بينهم السيدة أبو عاقلة -، إلى مدخل مخيم جنين للاجئين لتغطية عملية اعتقال نفذتها القوات (الإسرائيلية)، وتقدم الصحفيين ببطء وهم يرتدون ملابس كتب عليها “صحافة” نحو المخيم عن طريق جنين – برقين، وعقب السير لمسافة 10 إلى 15 مترًا أخرى، تم إطلاق عدة أعيرة نارية فردية تبدو جيدة التصويب من جنوب الصحفيين دون سابق إنذار، وأصيب الصحفي علي الصمودي، بجروح في كتفه، فيما أصيبت “أبو عاقلة” برصاصة في رأسها وقتلت على الفور.
وأضاف الخبراء أن الجيش (الإسرائيلي) أجرى تحقيقًا أوليًا في القتل، وخلص إلى أن “أبو عاقلة” لم يطلق عليها النار عمدًا من قبل جندي من الجيش (الإسرائيلي) أو قُتلت برصاص فلسطيني مسلح أطلق النار بشكل عشوائي في المنطقة أو قُتلت عن غير قصد برصاص جندي من الجيش (الإسرائيلي) أطلق النار عكسيًا على الفلسطيني المسلح الذي كان يقف بجانبها.
وذكر الخبراء كذلك أنه في 3 يوليو، سلمت السلطات الفلسطينية القذيفة إلى منسق الأمن الأمريكي لـ(إسرائيل) والسلطة الفلسطينية (USSC)؛ من أجل إجراء فحص باليستي في مختبر جنائي في (إسرائيل) بحضور ممثلين عن مجلس الأمن الأمريكي.
– اعتداء على الجنازة ومنع خروجها:
وتابع الخبراء إنه “بعد وفاة السيدة أبو عاقلة، في 11 مايو 2022، داهمت القوات (الإسرائيلية) منزلها في بيت حنينا، حيث تجمع مئات الفلسطينيين حدادًا على وفاتها وتقديم التعازي. وزُعم أن القوات (الإسرائيلية) فرقت تلك التجمعات بالقوة، واعتدوا جسديًا على بعض المتظاهرين واعتقلوا أربعة رجال، كما أوقفوا في اليوم التالي عربة الإسعاف التي تقل جثمان “أبو عاقلة” وأغارت على المستشفى التي فيها الجثمان.
كما أشار الخبراء إلى أن التحقيقات المستقلة التي أجرتها هيئات ومنظمات مختلفة، بما في ذلك مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ترجح بشدة أن “أبو عاقلة” قُتلت برصاصات تبدو مستهدفة جيدًا وليس بنيران عشوائية، كذلك فإن المدى التقديري للطلقات والاتجاه الذي أطلقت منه يشير إلى أن القوات (الإسرائيلية) كانت مسؤولة عن إطلاق الأعيرة النارية، وأيضًا خلافًا للنتائج الأولية التي توصل إليها الجيش (الإسرائيلي)، لم يكن هناك دليل يشير إلى وجود فلسطينيين مسلحين في المنطقة المجاورة مباشرة.
– مخاوف من عدم وجود تحقيق جاد:
وأعرب الخبراء عن مخاوفهم الجدية من أن “أبو عاقلة” يبدو أنها قُتلت بشكل تعسفي على أيدي جنود (إسرائيليين) أثناء أداء واجبها كصحفية، وأن السلطات (الإسرائيلية) لم تبدأ تحقيقًا جنائيًا في مقتلها وفقًا لقانون ومعايير حقوق الإنسان.
كذلك أكد الخبراء أن استخدام القوة المفرطة في موكب جنازة “أبو عاقلة” يتعارض مع مبادئ الضرورة والتناسب بموجب القانون الدولي، وانتهاكًا للحق في ممارسة الجنازة.
– مطالب أممية من السلطات (الإسرائيلية):
وطالب الخبراء السلطات (الإسرائيلية) بتقديم تفاصيل كاملة عن التحقيق الأولي الذي أجرته في مقتل “أبو عاقلة”، وهل تم التعرف على الجناة المزعومين؟ وتوجيه تهم إليهم أو ما هي العقوبات التي فُرضت عليهم؟
كما دعا الخبراء (إسرائيل) إلى بيان ما إذا كانت ستدعم وتتعاون مع آلية تحقيق مستقلة، مع بيان التدابير المعتمدة أو المزمع اتخاذها لضمان احترام حقوق أسرة “أبو عاقلة” في إبلاغها واستشارتها وتمثيلها في التحقيق في مقتلها.
كذلك طلب الخبراء تقديم معلومات عن شرعية وضرورة وتناسب استخدام القوات (الإسرائيلية) للقوة في سياق موكب جنازة “أبو عاقلة”، وتقديم أي دليل يبرر استخدام القوة ضد الفلسطينيين الذين حضروا جنازتها، والأسباب التي قامت على أساسها القوات (الإسرائيلية) بمصادرة الأعلام الفلسطينية ومضايقة أو مهاجمة أولئك الذين يلوحون بالأعلام الفلسطينية في موكب جنازتها، وهل تم تحقيق في تلك الاعتداءات؟
