رصدت لجنة العدالة (Committee for Justice) إعلان وكالة السودان للأنباء (سونا) مقتل مدير مكتبها في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، تاج السر محمد سليمان، وشقيقه، بعد تعرضهما لعملية تصفية داخل منزلهما بحي الدرجة، على يد قوات الدعم السريع، وفقًا لما ذكرته الوكالة، معتبرة أن هذه الجريمة تمثل انتهاكًا خطيرًا لحرية الصحافة وحقوق الإنسان في مناطق النزاع.
وقالت سونا إن تاج السر كان يؤدي مهامه الصحفية “بكل إخلاص وتفانٍ”، وظل ملتزمًا بواجبه الإعلامي حتى اللحظات الأخيرة قبل مقتله، مدافعًا عن حقوق أبناء وطنه في مواجهة الجرائم التي تشمل القتل والتصفيات والاغتصاب، مشيرة إلى أنه كان من بين الصحفيين الذين فُقد أثرهم عقب دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة الفاشر خلال الأيام الماضية.
ومع إحكام قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، دخلت المدينة في واحد من أسوأ الفصول في تاريخها الحديث، وسط تقارير متزايدة عن انتهاكات واسعة النطاق طالت المدنيين والكوادر الطبية والصحفية، شملت عمليات قتل واستهداف مباشر واعتقالات تعسفية واقتحام منشآت حيوية. وترافقت هذه التطورات مع تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية، في ظل انقطاع الخدمات الأساسية وصعوبة وصول المساعدات، ما فاقم معاناة السكان ودفع الآلاف منهم للنزوح تحت ظروف بالغة الخطورة.
وأكدت لجنة العدالة أن هذه الانتهاكات تمثل خرقًا صارخًا للمواثيق الدولية التي صادقت عليها جمهورية السودان، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، وخاصة الاتفاقية الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 الذي ينص على حماية الأشخاص الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية، إضافة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يكفل الحق في الحياة والأمان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يحظر القتل خارج نطاق القانون والاعتقال التعسفي.
وطالبت لجنة العدالة بفتح تحقيق مستقل وشفاف لكشف ملابسات الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التدخل العاجل لضمان حماية الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي والإنساني في مناطق النزاع، باعتبارهم خط الدفاع الأول عن الحق في المعرفة وكشف الانتهاكات.



