رصدت “لجنة العدالة” وفاة الشاب سيف إمام (23 عامًا) داخل محبسه بقسم شرطة عين شمس بالقاهرة جراء تعرضه للتعذيب، وذلك بعد أيام قليلة من القبض عليه بزعنم سرقة هاتف محمول.
ووفق ما كشفته أسرة الضحية، تعرّض “سيف” للاختفاء القسري لمدة ثلاثة أيام بدون أسباب، قبل عرضه على النيابة، التي اكتشفت أن ما اعتبره الضابط “حرزًا” لم يكن سوى هاتفه الشخصي.
وأكدت الأسرة أنها تلقت اتصالاً من قسم الشرطة يفيد بوفاة نجلها، وتوجهت على الفور لاستلام جثمانه إلا أنهم فوجئوا بآثار تعذيب مروّعة اتضحت في عدة أجزاء من جسده وهي: كسور في الجمجمة، وتهتك في الأنف، وكدمات وجروح غطت جسده بالكامل.
وبحسب ما قاله خال “سيف” فإنه تعرض للضرب المبرح والتعذيب على يد 6 من أمناء الشرطة والضباط في القسم، وهو مقيد اليدين، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
من جانبها، تؤكد “لجنة العدالة” على ضرورة تفعيل آلية رقابة مستقلة وشفافة على أماكن الاحتجاز في مصر، لحماية حياة المحتجزين وضمان عدم تكرار هذه الجرائم، كما تطالب بشكل عاجل بإصدار قانون شامل لمناهضة التعذيب، يتماشى مع اتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعت عليها مصر، ويجرم التعذيب بشكل صريح باعتباره جريمة لا تسقط بالتقادم.
وتطالب اللجنة بفتح تحقيق مستقل وناجز في ظروف وفاة الشاب “سيف إمام”، ومحاسبة المسؤولين عما أدى إلى ذلك، كما تدعو اللجنة السلطات المصرية لتحسين ظروف الاحتجاز بداخل مرافق الاحتجاز لديها.
وبذلك ترتفع حالات الوفاة التي رصدتها “لجنة العدالة” منذ بداية 2025، داخل السجون ومقار الاحتجاز بمصر، لـ 40 حالة وفاة، وذلك بعد رصدها 50 حالة وفاة خلال العام الماضي 2024.
