Skip to content

مصر: تصعيد خطير داخل سجن بدر 3.. “لجنة العدالة” توثق 11 يوماً من الانتهاكات والتهديدات ومحاولات الانتحار الجماعي

أقل من دقيقة مدة القراءة: دقائق

وثّقت “لجنة العدالة” تصاعداً خطيراً ومتسلسلاً في الانتهاكات التي يتعرض لها المحتجزون السياسيون داخل قطاع 2 بسجن بدر 3 خلال أحد عشر يوماً متواصلة، شملت تهديدات مباشرة، إضرابات عن الطعام، ومحاولات انتحار، وسط تدهور حاد في الحالة الصحية والنفسية للعديد من المعتقلين، وسط صمت رسمي تام.

تهديدات أمنية وابتزاز عائلي

وبحسب المعلومات التي تلقتها اللجنة، فإن الإضراب عن الطعام داخل القطاع لا يزال مستمراً، وقد تصاعد الموقف في 19 يوليو حين التقى ثلاثة من قيادات الأمن الوطني، من بينهم مساعد رئيس الجهاز، بالمحتجزين أمين الصيرفي ومحمد البلتاجي، حيث وجّهت إليهم تهديدات مباشرة باعتقال النساء وتنفيذ أحكام الإعدام بحقهم، في حال لم يتم إنهاء الإضراب خلال 48 ساعة.

وخلال اللقاء، قال أحد المسؤولين الأمنيين: “لدينا الدعم والتأييد الخارجي لنفعل بكم ما نشاء. أنتم مجرد ملفات تُنسى بعد 15 يوماً. لا حقوق لكم لدينا.”

وفي الأيام التالية، تكررت هذه الرسائل التهديدية مع عدد من الرموز السياسية المعتقلة، أبرزهم:

• خيرت الشاطر (21 يوليو)

• عمرو العقيد (22 يوليو)

• جهاد الحداد (24 يوليو)، حيث وُصف التهديد بأنه أكثر حدة، ونُقل عنه قول مسؤول أمني: “الغلط معانا مرة واحدة، وبعد كده الرصاص هو اللي هيتكلم.”

محاولات انتحار جماعية وتدهور صحي واسع

في أعقاب هذه التهديدات، أقدم الدكتور مصطفى الغنيمي على محاولة انتحار بابتلاع 5 شرائط دواء، وهو يصرخ: “مابنتهددش يا ظلمة!”، وتم نقله إلى العناية المركزة في حالة حرجة، قبل أن يُنقل بعده المعتقل هاني شعبان بدقائق.

كما نُقل السفير رفاعة الطهطاوي إلى المستشفى في حالة إعياء شديدة بسبب انخفاض حاد في مستوى السكر (بلغ 39)، بعد رفضه تعليق محلول طبي. وفي اليومين التاليين، لحقت به حالات مماثلة لكل من محمد البلتاجي وأسعد الشيخة نتيجة الهبوط الحاد في الضغط والسكر.

في 29 يوليو، سقط سعد عليوة من شدة الإعياء، فيما انهار المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف، الذي وصلت نسبة السكر لديه إلى 33، وظل يردد بصوت متهدج: “سأواصل إضرابي حتى يعلم العالم ما يحدث في قطاع 2… الحياة لا تستحق إن سكتنا عن جرائمكم.”

رغم الهتاف المستمر والطرق على أبواب الزنازين من قبل المحتجزين، لم تتحرك إدارة السجن إلا بعد أن حاول عبدالسلام المليجي (65 عامًا) الانتحار. وقد تم نقله إلى المستشفى مقيدًا في السرير وحقنه بمادة “المورفين”، وهو ما حدث سابقًا مع الدكتور عبدالله شحاتة الذي حاول الانتحار في 3 يوليو، وكذلك مع المعتقل رضا أبو الغيط الذي لا يزال في حالته المزرية منذ محاولته الانتحار داخل قاعة المحكمة في 12 يوليو.

وفي 30 يوليو، أقدم الدكتور حسن البرنس على قطع شرايينه، وتم نقله إلى المركز الطبي، دون توافر معلومات حتى اللحظة عن حالته الصحية.

35 مضرباً عن الطعام و15 في حالة حرجة

أكدت لجنة العدالة أن عدد المضربين عن الطعام في قطاع 2 بسجن بدر 3 بلغ 35 معتقلاً، بينهم 15 في حالة صحية حرجة جداً، ومن أبرزهم:

• عبدالرحمن البر

• محمد سعد عليوة

• أسعد الشيخة

• رفاعة الطهطاوي

• أمين الصيرفي

• باسم عودة

• أسامة مرسي

• أسامة ياسين

• أحمد عارف

• خالد الأزهري

ووفقاً للمصادر، فإن عدداً من الشخصيات البارزة، من بينهم الطهطاوي، الشيخة، البرنس، سيد هيكل، عبدالرحمن البر، وصفوت حجازي، أعلنوا عزمهم تنفيذ محاولات انتحار جماعية بداية من 1 أغسطس، في حال لم تُستجب مطالبهم الأساسية المتمثلة في:

• الحق في زيارة ذويهم

• التعرض للشمس

• الحصول على الرعاية الطبية اللازمة

• وقف العزل الانفرادي والتهديدات المستمرة

كما توعد المحتجزون بالتصعيد في حال اقتراب قوات الأمن من ذويهم أثناء الزيارات، في ظل استمرار سياسة العقاب الجماعي.

جرائم ممنهجة ترقى لجرائم ضد الإنسانية

أكدت لجنة العدالة في بيانها أن ما يجري داخل سجن بدر 3 لم يعد مجرد تجاوزات فردية، بل تحول إلى نمط من الانتهاكات الممنهجة ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، تشمل:

• التعذيب النفسي

• الإهمال الطبي المتعمد

• العزل الانفرادي القاسي

• الحرمان من الحقوق الأساسية

وذكّرت اللجنة بأن هذه الممارسات تُعد انتهاكًا صارخًا للدستور المصري، وللمواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة، وعلى رأسها اتفاقية مناهضة التعذيب، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

مطالب بالتحقيق والتدخل الدولي العاجل

لجنة العدالة تُحمّل السلطات المصرية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، وجهاز الأمن الوطني، والنيابة العامة، المسؤولية الكاملة عما يحدث داخل سجن بدر، ودعت إلى:

• فتح تحقيق عاجل ومستقل

• نقل المحتجزين المرضى إلى مستشفيات مدنية

• وقف سياسة العزل

• تمكينهم من حقوقهم الأساسية، وعلى رأسها الزيارة والرعاية الصحية

تناشد لجنة العدالة الآليات الأممية والمنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل الفوري والعاجل، والضغط على الحكومة المصرية للسماح بزيارة سجن بدر 3، وفتح تحقيقات دولية نزيهة وشفافة في الانتهاكات الجسيمة الموثقة هناك.

وتؤكد لجنة العدالة أن الصمت الدولي تجاه ما يحدث في السجون المصرية أصبح غير مقبول على الإطلاق، مشددة على أن استمرار تجاهل هذه الانتهاكات الجسيمة سيؤدي حتماً إلى كارثة إنسانية كبيرة. وتحذر اللجنة من أن تدهور الأوضاع المستمر داخل سجن بدر 3 يجعل من احتمال حدوث انتحار جماعي واقعاً محتملاً لا يمكن تجاهله.

لمزيد من المعلومات والطلبات الإعلامية أو الاستفسارات، يرجى التواصل معنا
(0041229403538 / media@cfjustice.org)

آخر الأخبار

اشترك في نشرتنا الإخبارية!

كن أول من يحصل على أحدث منشوراتنا