14 سبتمبر 2025
شاركت لجنة العدالة (Committee for Justice – CFJ) في ندوة مهمّة نظّمها ملتقي النساء في السياسة في المنطقة العربية (CWPAR) بعنوان:
«جلسة حوارية حول المساءلة ومستقبل السلام في السودان»، بحضور مجموعة من الناشطات والمدافعات عن حقوق الإنسان من السودان وعدد من بلدان المنطقة العربية، كجزء من عمل المسار الثالث (Track III) الذي يقوده التجمع من منظور النساء والسلام والأمن، وعلى أساس التزام سياسي واضح بـالمساءلة الجندرية والشفاء الجمعي كركيزتين أساسيتين لأي سلام مستدام في السودان.
وخلال هذه الجلسة الإلكترونية، قدّم أحمد مفرح، المدير التنفيذي للجنة العدالة، مداخلة حول عمل لجنة تقصّي الحقائق الأممية بشأن السودان وآلية لجنة تقصّي الحقائق التابعة للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب (ACHPR)، مبيّناً كيف يمكن لفاعلي المجتمع المدني والمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان التفاعل استراتيجياً مع هذه الآليات من أجل تعزيز مسارات العدالة والمساءلة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في السودان منذ اندلاع النزاع.
وركّزت المداخلة على:
- أهمية التوثيق المنهجي والمنسَّق لانتهاكات حقوق الإنسان، بما يشمل الانتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين؛
- تبنّي مقاربات مرتكزة على الناجين/ات والضحايا، تضع احتياجاتهم وأمانهم وكرامتهم في صلب العمل الحقوقي؛
- ضرورة الانخراط المتواصل مع آليات المساءلة الدولية والإفريقية – بما في ذلك لجان تقصّي الحقائق والإجراءات الخاصة والمحاكم الإقليمية – لضمان ألا يظل التوثيق حبيس التقارير، بل يتحول إلى مسارات عملية نحو العدالة وجبر الضرر وضمان عدم التكرار؛
- كيف يمكن للأطر النسوية للمساءلة (feminist accountability frameworks) أن تُحوِّل الأدلة والتوثيق إلى قوة ضغط سياسية ومسارات عدالة بعيدة المدى.
كما شهدت الجلسة نقاشاً تفاعلياً بين المتحدثين والمشاركات حول سُبل ربط جهود التوثيق على الأرض في السودان بالآليات الدولية والإفريقية، والتحديات التي تواجه المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان في ظل استمرار الانتهاكات، وسبل دعم أدوار النساء في عمليات العدالة الانتقالية وصنع السلام المستدام.
وتؤكد لجنة العدالة تقديرها العميق للدور الذي يقوم به ملتقي النساء في السياسة في المنطقة العربية (CWPAR) في بناء مساحة لمسار ثالث مستقل تقوده المدافعات عن حقوق الإنسان، والناجيات، وفاعلات المجتمع المدني بوصفهن ليس مجرّد مراقبات لعمليات السلام، بل حاملات معرفة وفاعلات سياسيات يساهمن في رسم مداخل العدالة والمساءلة والإصلاح الاجتماعي في السودان. كما تشيد اللجنة بالتزام التجمع الواضح بأنّه لا سلام مستدام في السودان دون مساءلة جندرية حقيقية، ولا مساءلة بلا شفاء جمعي يتصدى للعنف البنيوي والصدمة والإقصاء، وبتركيزه على أن معاهدات السلام وحدها لا تنهي الحروب، بل تفعل ذلك المجتمعات حين تمتلك أدوات العدالة والذاكرة والقدرة على التنظيم.
وتؤكد لجنة العدالة التزامها بمواصلة العمل مع الشركاء في السودان والمنطقة والعالم من أجل تعزيز المساءلة، ودعم الضحايا والناجين/ات، وربط جهود التوثيق بالمسارات القانونية والإصلاحية التي تمهّد الطريق لسلام عادل ودائم في السودان، مع إبقاء البوصلة موجّهة دائماً نحو السودان وقضاياه.



