Skip to content

قلق أممي من وفاة 3 محتجزين داخل السجون المصرية نتيجة الحرمان من الرعاية الصحية

أقل من دقيقة مدة القراءة: دقائق

خبر صحفي 

ترجمة وتحرير: كوميتي فور جستس

جنيف: 21 فبراير/ شباط 2021

أرسل خبراء أمميون مذكرة إلى السلطات المصرية بشأن الحرمان من الرعاية الصحية الكافية، وفي الوقت المناسب بالحجز، ما أدى لوفاة (إبراهيم حسن عبد الغني البطيع، ومجدي طه محمد القلاوي، وطوني حسن خليفة فرغل).

وأبدى الخبراء في مذكرتهم التي أرسلت في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2020، إلى السلطات في مصر ولم يتم الرد عليها حتى الآن، قلقهم البالغ بشأن الرفض المزعوم للرعاية الطبية المناسبة، وفي الوقت المناسب، أثناء احتجاز ووفاة “البطيع”، و”القلاوي”، و”فرغل”، لافتين إلى أن الوقائع المزعومة تشير إلى انتهاكات متعددة لحقوق الإنسان، بما في ذلك انتهاك الحق في الصحة، والافتقار إلى الإجراءات القانونية الواجبة، والاحتجاز التعسفي، وكلها قد تسهم في الحرمان التعسفي من الحياة، وبالتالي تؤدي إلى ذلك، حيث أن الوفاة الناتجة كليًا أو جزئيًا عن الحرمان من الرعاية الطبية المناسبة، وفي الوقت المناسب، هي بحكم تعريفها “وفاة تعسفية” تكون الدولة مسؤولة عنها.

– وقائع قضية ووفاة إبراهيم حسن عبد الغني البطيع: 

اعتقل “البطيع”، المقيم في مديرية الزقازيق بمحافظة الشرقية، في 11 يونيو 2019، الساعة 5 صباحًا من قبل ضباط شرطة يرتدون الزي الرسمي، وأفراد من الأمن الوطني بملابس مدنية، ولم يتم إبراز أي مذكرة بإلقاء القبض عليه، ومثل أمام نيابة أمن الدولة طوارئ في ذات اليوم، بحضور محاميه، في القضية رقم 1137/2019، حيث وجهت إليه تهمة الانتماء إلى جماعة محظورة، وأودع مركز أمن الزقازيق.

كان يعاني “البطيع” قبل احتجازه من سعال مزمن، وتدهورت حالته نتيجة لطول فترة حبسه احتياطيًا، وسط رفض لخروجه للمستشفى، مع تقديم عائلته طلبات ونداءات لخروجه لم يتم الاستجابة لأيًا منهم. وفي 28 كانون الثاني (يناير) 2020، أصيب “البطيع” بكسر في العظم بزنزانته أثناء تغيير ملابسه، ونُقل إلى مستشفى الزقازيق العام، ولم يتلق أي متابعة طبية هناك، وفقد القدرة على الحركة، وسط طلب عائلته لعلاجه على نفقتهم الخاصة، وهو ما تم الاستجابة له بعد تأخير، ورفض من الجهات الطبية استقباله عدة مرات، ما أدى لوفاته في 9 فبراير 2020، وسط رفض لقسم السرطان بمستشفى الجامعي بالزقازيق لاستقباله لعدم استكمال متطلبات إدارية.

– وقائع قضية ووفاة مجدي طه محمد القلاوي:  

اعتقل “القلاوي”، وهو يعمل مدير مدرسة ابتدائية ومقيم بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، بتاريخ 16/1/2019، الساعة 2:30 فجرًا، حيث اقتحم ضباط شرطة بالزي الرسمي، وعناصر من الأمن الوطني بملابس مدنية منزله، وفتشوه، واعتقلوه دون إبراز مذكرة توقيف.

وفي نفس اليوم مثل أمام نيابة أمن الدولة بحضور محاميه، في القضية رقم 108/2019، ووجهت إليه تهمة تنظيم اجتماع يضم أكثر من خمسة أشخاص بهدف تعريض السلم العام للخطر، واستخدام القوة والاحتجاج دون ترخيص، واقتيد إلى قسم شرطة منيا القمح.

في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، قضت محكمة ببراءته من تهمة استخدام القوة. ومع ذلك، أدين بتهمة التجمع لأكثر من خمسة أشخاص بهدف تعريض السلم العام للخطر، والاحتجاج دون إذن، وحكم عليه بالسجن لمدة عامين، وغرامة قدرها 50000 جنيه مصري.

خضع “القلاوي” قبل اعتقاله لعملية جراحية، وكان يذهب إلى أخصائي. وأثناء احتجازه في قسم شرطة منيا القمح، كان “القلاوي” يعاني من آلام شديدة، وسط طلبات من عائلته لإجراء فحوصات دم ووجهت بالرفض مرات عدة، قبل أن يتم الموافقة عليها، والتي ثبت من خلالها وجود مشكلة صحية خطيرة لديه، تتطلب عمل أشعة سينية على وجه السرعة، وهو ما رفضته إدارة سجن وادي النطرون حيث نٌقل.

نقل إلى معهد الكبد عدة مرات، وسط رفض لاستقباله لعدم استيفاء متطلبات إدارية، أودع خلالها سجن شبين الكوم، ورفضت مستشفى السجن وصف وصفات طبية له، ومنعت عنه الأدوية من الخارج، وفي 8 فبراير/ شباط 2020، توفي “القلاوي” في مكان اعتقاله.

– وقائع قضية ووفاة طوني حسن خليفة فرغل: 

اعتقل “فرغل”، وهو موظف سابق في البريد الوطني، ومقيم بمحافظة المنيا مركز ملوي، في 2 مارس 2017، حيث داهم ضباط من الشرطة وعناصر الأمن الوطني بالزي الرسمي والأزياء المدنية منزله، وفتشوه، وهددوا الأشخاص المرتبطين به، وظل مصيره مجهول لمدة يومين.

في 4 مارس 2017، مثل “فرغل” أمام النيابة العامة في ثلاث قضايا (222/2015، 311/2015، 267/2015) تتعلق باقتحام محكمة ملوي، واقتحام متحف ملوي، واقتحام مجلس مدينة ملوي، وتمكن من مقابلة محاميه لأول مرة، بينما لم يُسمح لمحاميه بزيارته في السجن، ولم يتمكن من مقابلة موكله إلا خلال جلسات الاستماع، حكم على “فرغل” بالسجن 5 سنوات في كل من القضيتين الأولى والثانية، وثبتت براءته في القضية الثالثة.

تم إيداع “فرغل” سجن ليمان المنيا، حيث تم احتجازه في زنزانة مع 40 شخصًا آخر، بدون تهوية أو حمام، كما حُرم من حقه في ممارسة التمارين الرياضية اليومية، ولم يتمكن الأشخاص المرتبطون به من توصيل الطعام أو الأدوية أو منتجات النظافة، وكانوا بدلاً من ذلك قادرين فقط على توفير المال لشراء الضروريات في السجن.

في 18 نوفمبر 2018، اشتد الأم بـ”فرغل”، وبدأ يعاني من أمراض عدة، وتم نقله إلى سجن أسيوط للكشف عليه من قبل إخصائي طبي، ولكنه لم يحدث وأعيد إلى ليمان المنيا، حيث تدهورت حالته أكثر، وتوفي في 13 مارس 2020.

– مطالب أممية من السلطات المصرية: 

وطالب الخبراء في ختام مذكرتهم السلطات المصرية توضيح الأسس الوقائعية والقانونية لاعتقال واحتجاز المذكورين، وتفاصيل الإجراءات القانونية المتخذة ضدهم، بما في ذلك المساعدة القانونية المقدمة، ومدى توافق ذلك مع التزامات مصر الدولية في مجال حقوق الإنسان.

كذلك دعا الخبراء مصر إلى تقديم معلومات عن الرعاية الطبية المقدمة للأفراد المذكورين، وتضمينها معلومات عن كل طلب مقدم من الأشخاص المرتبطين بهم أو الأفراد أنفسهم لإجراء فحوصات أو علاج، سواء تمت الموافقة على كل طلب أو رفضه، والوقت المستغرق لاتخاذ القرار، وأسباب القرار.

أيضًا تقديم معلومات عن الخطوات التي اتخذتها السلطات المصرية للتحقيق في وفاة المذكورين، وتضمين ذلك معلومات عن أي إجراء تأديبي وقضائي تم اتخاذه لضمان مساءلة أي شخص تثبت مسؤوليته، بالإضافة إلى أي تعويض يُمنح لأسرهم.

لمزيد من المعلومات والطلبات الإعلامية أو الاستفسارات، يرجى التواصل معنا
(0041229403538 / media@cfjustice.org)

آخر الأخبار

اشترك في نشرتنا الإخبارية!

كن أول من يحصل على أحدث منشوراتنا