أعلن وكيل نيابة مدني شرق بالسودان، علاء الدين خلفية محمد، عن العثور على مقبرتين جماعيتين داخل مبنى سينما الزمالك بمدينة مدني، تضم جثث طلاب ومعلمين ونشطاء إغاثيين لقوا حتفهم نتيجة التعذيب في معتقلات مليشيات الدعم السريع.
وأشار “محمد” إلى أن فرقًا مشتركة من الشرطة الجنائية والمباحث وشرطة القسم الشرقي نبشت المقبرتين، وعثروا على 11 جثة بداخلها، تم التعرف على أربع منها بواسطة ذويهم عبر الملابس، وهم: الشيخ أمير الطيب، والأستاذ دفع الله محمد عثمان، والأستاذ محمد عووضه، والطالب محمد عدلي.
وفي تصريح صحفي، أكد الأستاذ السر عووضة، شقيق أحد الضحايا، أن شقيقه المعلم محمد عووضة اعتُقل في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مع مجموعة من الطلاب والمعلمين من مسجد الدباسيين جنوب مدني، بتهمة مزعومة هي “التخابر مع الجيش”، موضحًا أن الأسرة تلقت خبر وفاة محمد بعد تحرير المدينة في الأول من نوفمبر، نتيجة نقص الأوكسجين الذي تعرض له خلال فترة احتجازه.
من جهتها، أفادت الأستاذة أماني محمد الحسن، والدة الطالب الشهيد محمد عدلي، بأن ابنها كان ضمن المجموعة التي اعتُقلت مع المعلم محمد عووضة، مضيفة أن الانتظار الطويل دون معرفة مصيره زاد من معاناة الأسرة.
تطالب “لجنة العدالة” بفتح تحقيق فوري ومستقل لكشف ملابسات هذه الجرائم البشعة، وتحديد الجهات المسؤولة عن الاعتقالات التعسفية والتعذيب والإخفاء القسري، ومعاقبة كل من تورط في قتل هؤلاء المواطنين الأبرياء، ومنع إفلاتهم من العقاب، مؤكدة أن مثل هذه الانتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي الإنساني.