رصدت “لجنة العدالة” (Committee for Justice) مقتل أمير قبيلة المجانين سليمان جابر جمعة سهل وعدد من أعيان القبيلة من العمد والمشايخ، إثر هجوم استهدف اجتماعًا للإدارة الأهلية في منطقة المزروب بولاية شمال كردفان، معتبرة أن هذه الجريمة تمثل تصعيدًا خطيرًا للعنف ضد القيادات المجتمعية وتكشف عن الانفلات الأمني الذي يهدد السلم الأهلي.
وأشارت تقارير من كردفان إلى أن الهجوم الذي نُفذ بواسطة طائرة مسيّرة أسفر عن مقتل الأمير سليمان جابر و11 شخصًا آخرين من الإدارة الأهلية، وإصابة خمسة بجروح خطيرة، في وقتٍ تبادلت فيه الأطراف الاتهامات؛ حيث اتهم مجلس السيادة الانتقالي قوات الدعم السريع بالوقوف وراء الهجوم، بينما حملت الأخيرة الجيش المسؤولية في بيان منفصل.
ويعد الأمير سليمان جابر أحد أبرز قيادات الإدارة الأهلية في كردفان، ومن الشخصيات التي أسهمت في تعزيز السلام المجتمعي ودعم القضايا الوطنية، وعُرف بدوره في الفصل في النزاعات الأهلية وتقديم الدعم الإغاثي والخدمي.
وأكدت لجنة العدالة أن الانفلات الأمني واستهداف القيادات الأهلية والعاملين في الحقل الأهلي والخدمي والإغاثي يمثل تهديدًا مباشرًا للمجتمع المدني الرسمي منه والتطوعي، وينذر بكارثة إنسانية واجتماعية إذا لم يتم التدخل العاجل.
وشددت اللجنة على أن هذه الانتهاكات تمثل خرقًا صارخًا للمواثيق الدولية التي صادقت عليها جمهورية السودان، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، وخاصة الاتفاقية الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 الذي ينص على حماية الأشخاص الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية، إضافة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يكفل الحق في الحياة والأمن، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يحظر القتل خارج نطاق القانون.
وطالبت لجنة العدالة بفتح تحقيق مستقل وشفاف لكشف ملابسات الهجوم ومحاسبة المسؤولين عنه، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى مراقبة الوضع في شمال كردفان والضغط لضمان حماية القيادات الأهلية والعاملين في المجال الإغاثي والخدمي، باعتبارهم ركيزة أساسية في الحفاظ على السلم الأهلي.
