أدان خبراء مستقلون تابعون للأمم المتحدة بشدة الهجمات الأخيرة التي شنها “قوات الدعم السريع” وميليشياتها على مخيمي “زمزم” و”أبو شوك” للنازحين داخليًا في شمال دارفور، محذرين من تصاعد أزمة إنسانية غير مسبوقة. وحثوا المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وأشار الخبراء في بيان لهم نشر في 8 مايو/ أيار 2025، إلى أن السودان يشهد الآن أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث نزح أكثر من 10.7 مليون شخص منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023، أي ما يقارب ربع سكان البلاد. وفي الربع الأول من عام 2025 وحده، نزح أكثر من مليوني شخص آخرين، معظمهم بسبب العنف المتزايد في دارفور والخرطوم وكردفان.
ففي مخيم زمزم – الذي كان يأوي نحو 400 ألف نازح–، شُرد أكثر من 332 ألف شخص جراء القصف العشوائي وتدمير البنية التحتية الأساسية مثل المياه والصحة والغذاء. وأكد الخبراء أن الخدمات الإنسانية تعاني من انهيار كامل، مع نقص الوقود وشلل عمليات إيصال المساعدات في عدة مناطق.
كما حذر الخبراء من ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تشمل؛ العنف الجنسي، والعبودية الجنسية، والتجنيد القسري للأطفال، خاصةً على يد عناصر تابعة لقوات الدعم السريع، مشددين على أن النساء والأطفال وكبار السن هم الأكثر تعرضًا للخطر، مشيرين إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال في دارفور.
وطالب الخبراء المجتمع الدولي بضرورة محاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات عبر تحقيقات مستقلة ومحاكمات داخلية ودولية، مؤكدين أن هذه الفظائع لا يجب أن تمر دون رد، وداعين أيضًا إلى إنشاء ممرات آمنة فورية لدخول المساعدات الإنسانية، وتعزيز آليات الحماية الدولية، خاصة للفئات الأكثر ضعفًا.