السعودية: إدانة أممية لمعاملة السلطات لعالم الدين سفر الحوالي باعتبارها انتهاكًا لحقوقه الإنسانية

خبر صحفي

ترجمة وتحرير: لجنة العدالة

جنيف: 16 مايو/ أيار 2024

أدان خبراء حقوق إنسان تابعون للأمم المتحدة الحبس الانفرادي المطول لعالم الدين السعودي سفر بن عبد الرحمن الحوالي، الذي يعاني من إعاقات كبيرة، مشيرين إلى أنه يشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب، وفقًا لقرار صدر مؤخرًا عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

– انتهاكات حقوقية متوالية:

وذكر الخبراء في بيان لهم نشره المركز الإعلامي لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، أنه تم القبض على “الحوالي” – وهو من أشد منتقدي ولي العهد السعودي- في 2018، دون محاكمة أو تسهيلات مناسبة

لإعاقته، كما هو مفصل في شكوى قدمها ابن أخيه، وتسلط نتائج اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الضوء على انتهاكات متعددة، بما في ذلك الاختفاء القسري، والاحتجاز التعسفي، والحرمان من الإجراءات القانونية الواجبة، ونقص الرعاية الطبية اللازمة.

من جهته، قال عضو لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة، ماركوس شيفر، إن الحوالي واجه العديد من انتهاكات حقوق الإنسان على مدى السنوات الست الماضية، بما في ذلك الاختفاء القسري والمعاملة اللاإنسانية.

– إهمال صحي متعمد:

ويعاني “الحوالي” – البالغ من العمر الآن 76 عامًا-، من تعذر الأداء المزمن في الكلام بسبب السكتات الدماغية؛ ما يضعف قدرته على التواصل والتحرك بشكل مستقل والعناية بنفسه، وتتطلب حالته رعاية طبية منتظمة بسبب كسر في الحوض وفشل كلوي. وفي يوليو/ تموز 2018، احتجزت رئاسة أمن الدولة السعودية “الحوالي” وابنه دون أوامر قضائية، وظلت أسرته تجهل مكان وجوده لأكثر من شهرين إلى أن تدخل فريق الأمم المتحدة العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي، وأكدت السلطات السعودية بعد ذلك احتجازه بموجب قانون مكافحة الإرهاب وتمويل الإرهاب، ما مكنه من احتجازه لفترات طويلة دون محاكمة أو مستشار قانوني.

تم نقل “الحوالي” إلى سجن الحائر في الرياض، ولم يحصل على أي تسهيلات لإعاقته؛ ما أدى إلى عزله ومنعه من التعبير عن احتياجاته، كما أفادت عائلته عن تدهور كبير في حالته الصحية أثناء الاحتجاز، كما أن زياراتهم مقيدة بشدة.

وأدان “شيفر” تصرفات السلطات السعودية، قائلاً: “حتى لو كان هناك أساس قانوني لاحتجازه، فإن معاملة السيد الحوالي، بما في ذلك التأخير في الاعتراف بمكان وجوده والتأخير القضائي، غير مناسبة وغير مبررة وغير معقولة”.

– دعوات لمراجعة قضية “الحوالي”:

وخلصت اللجنة إلى أن معاملة “الحوالي” ترقى إلى مستوى الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي، وإن عدم قدرته على التواصل وعدم وجود تدابير لتسهيل التعبير أمام القضاء، يشكل انتهاكًا إضافيًا لحقوقه في العدالة والإجراءات القانونية الواجبة.

كما لاحظت اللجنة انتهاك حق “الحوالي” في أعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة وعدم التعرض للتعذيب أو المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، داعين السعودية إلى مراجعة قضية “الحوالي” على وجه السرعة، وضمان محاكمة عادلة وعلنية أو إطلاق سراحه.