شاركت لجنة العدالة في أعمال الدورة الثامنة عشرة للمنتدى المعني بقضايا الأقليات، التي انعقدت في مقر الأمم المتحدة بجنيف يومي 27 و28 نوفمبر 2025، بموجب تفويض مجلس حقوق الإنسان (القراران 6/15 و19/23)، تحت عنوان: «إسهامات الأقليات في بناء مجتمعات متنوّعة وقادرة على الصمود وسلمية».
ومثّل لجنة العدالة في هذه الدورة وفد ضمّ المدير التنفيذي للجنة، أحمد مفرح، ومسؤول التواصل الأممي والإقليمي، أسامة محمد أوغلو، حيث شاركا في الجلسة العامة وفي عدد من الحوارات التفاعلية، إلى جانب اجتماعات ثنائية مع ممثلين عن آليات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني.
وانصبّ النقاش في المنتدى على دور الأقليات في بناء مجتمعات متماسكة وشاملة وقادرة على الصمود، من خلال ثلاث حلقات نقاش رئيسية تناولت:
بناء الثقة والتماسك الاجتماعي ومعالجة العراقيل التي تحول دون التعايش السلمي؛
المشاركة المنصفة للأقليات في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمؤسسية؛
تعزيز أصوات الأقليات في عمليات بناء السلام والمساءلة والعدالة الانتقالية.
وخلال مداخلاته، ركّز وفد لجنة العدالة على أوضاع الأقليات الدينية والقومية واللغوية في المنطقة العربية وشمال أفريقيا والساحل، وما تواجهه من أنماط ممنهجة من التمييز والإقصاء والتهميش، إلى جانب استهداف المدافعات والمدافعين المنتمين إلى هذه الأقليات عبر الملاحقات القضائية التعسفية، وحملات التشويه، وتقييد الحق في التنظيم والتعبير والمشاركة في الشأن العام.
وأبرزت لجنة العدالة أهمية الاعتراف بالأقليات باعتبارها جزءاً مؤسِّساً للنسيج الوطني وليست تهديداً لوحدة الدولة، والتشديد على أن حماية حقوق الأقليات ركن أساسي من أركان بناء مجتمعات آمنة ومتنوّعة، وعلى أن التعايش لا يتحقق بالشعارات العامة، بل عبر سياسات وتشريعات ومؤسسات تكفل المساواة وعدم التمييز، وتضمن مشاركة فعلية للأقليات في صنع السياسات والقرارات التي تمسّ حياتها.
كما دعت اللجنة الدول في المنطقة إلى:
- مواءمة تشريعاتها وسياساتها مع إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية وإلى أقليات دينية ولغوية،
- التصدي لخطاب الكراهية والتحريض على العنف على أساس الانتماء الديني أو الإثني أو اللغوي،
- تمكين الأقليات من الوصول إلى العدالة والإنصاف الفعّال عند التعرّض لانتهاكات،
- وإشراك ممثلات وممثلي الأقليات، بما في ذلك النساء والشباب، في عمليات بناء السلام، وإصلاح المؤسسات، والعدالة الانتقالية.
وتؤكد لجنة العدالة أن المنتدى المعني بقضايا الأقليات يشكّل مساحة محورية لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة، ولتطوير توصيات عملية يمكن أن تُترجم إلى سياسات وطنية وإقليمية تعزّز المساواة وتحمي المجتمعات من الانزلاق نحو العنف والنزاعات على الهوية. وستعمل اللجنة على توظيف النتائج والتوصيات الصادرة عن الدورة الثامنة عشرة في أعمال الرصد والتوثيق والمناصرة والتقاضي التي تضطلع بها دفاعاً عن الأقليات وحقوقها في المنطقة.
