Skip to content

عداد كورونا | التعريف ومنهجية العمل و الاصطلاح

أ- تقديم

منذ إعلان منظمة الصحة العالمية عن فيروس “كورونا – كوفيد19” باعتباره جائحة عالمية، ومنذ بدء انتشاره في مصر، عملت “كوميتي فور جستس” على تحديد مواطن الضعف الخاصة بأوضاع الأشخاص المحرومين من حريتهم في السجون ومقار الاحتجاز.

 

– كيف ينتشر فيروس “كورونا – كوفيد 19″؟

“كورونا – كوفيد 19″، هو مرض معدٍ ينتقل من شخص إلى آخر، وينتشر في المقام الأول عن طريق القطرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم عند سعال/عطس/تحدث الشخص المصاب بالفيروس (الرذاذ).

وتزداد احتمالات انتشار “كورونا – كوفيد19” داخل السجون ومقار الاحتجاز؛ بسبب طبيعة المعيشة في الأماكن المغلقة، حيث يتواجد المحرومون من حريتهم في حيز مساحات متقاربة على مدار فترات طويلة من الزمن. ويظل خطر انتشار الفيروس في السجون ومقار الاحتجاز التي لم يدخلها بعد قائمًا،  إذ يرتبط انتشاره باستقبال سجناء جدد، كما قد ينتقل عبر العاملين في السجون أو  مقدمي الخدمات، الذين يحتمل تعرضهم للإصابة في مجتمعاتهم.

ويمكن أن يصاب الأشخاص بفيروس “كورونا – كوفيد19” من خلال طريقين رئيسيين:

  • تنفس القطرات التي تتناثر من سعال أو زفير شخص مصاب به (رذاذ).
  • لمس الأشياء أو الأسطح الملوثة بالفيروس، ثم لمس الأعين أو الأنف أو الفم.

وتقدم منظمة الصحة العالمية دليلاً وافيًا بشأن طرق انتشار الفيروس.

 

– ما هي أعراض “كورونا – كوفيد19″؟

قد تتم الإصابة بـ”كورونا – كوفيد19″ بدون أي أعراض، بينما تتشابه الأعراض الأكثر شيوعًا بأعراض الأنفلونزا ونزلات البرد الشديدة، وتشمل: (الحمى، والإرهاق، والسعال الجاف، وضيق/صعوبة التنفس). وقد تبدأ عند البعض أعراضٌ أخرى خلاف المألوفة للمرض، مثل (الألم أو الاحتقان أو سيلان الأنف، أو احتقان الحلق، أو فقدان القدرة على الشم أو التذوق، أو الإسهال).

وتظهر علامات العدوى بفيروس “كورونا – كوفيد19” خفيفة لكثير من الناس، حيث يتعافون تمامًا دون الحاجة إلى علاج خاص، وقد يصاب البعض بالعدوى ويقومون بنقلها بدون ظهور أية أعراض عليهم، وبدون الشعور بتوعك، لكن هذا لا يمنع احتمال أن تكون العدوى أكثر خطورة بالنسبة للأشخاص المصابين بمشكلات طبية بالأساس، كالمصابين بالأمراض المزمنة، والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، وسوء الأوضاع المعيشية.

ويعتبر الأشخاص المحرومون من حريتهم ضمن الفئات الأكثر ضعفًا وهشاشة إزاء العدوى، كون البنية التحتية للسجون ومراكز الاحتجاز في مصر بيئة خصبة لانتشار الأمراض، علاوة على كونهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمحض حضور ومغادرة أفراد الشرطة وغيرهم من الموظفين بشكل متكرر كل يوم دون اتخاذ إجراءات الحماية اللازمة، وعادة ما يكون التباعد الاجتماعي في مقار الاحتجاز والسجون مستحيلاً في ظل الظروف التي يعيشونها.

وتتسم السجون ومقار الاحتجاز في مصر بشدة الاكتظاظ، وانعدام إمكانية الحصول على الرعاية الصحية، وكذا عدم ملائمة الأوضاع داخلها مع المعايير الدولية، ومن ثم يجب على السلطات المصرية ضمان نفس مستوى الرعاية الصحية المتوفرة في المجتمع للأشخاص المحتجزين، بغض النظر عن أي اعتبارات تمييزية كما هو في الحال القائم.

وتعتقد “كوميتي فور جستس” أن هدف الحفاظ على الصحة في مراكز الاحتجاز يخدم مصلحة الأشخاص المحرومين من حريتهم، وكذلك الموظفين في مراكز الاحتجاز والمجتمع كله، وأن على مصر الالتزام بضمان الرعاية الصحية للأشخاص في أماكن الاحتجاز وفقًا للمعايير الدولية للحق في الصحة. كما يجب أن تولي السلطات اهتمامًا  شديدًا بالوضع الصحي في السجون ومقار الاحتجاز لتدارك ومعالجة المشكلات القائمة التي تودي بأرواح المحتجزين لأسباب مختلفة، يأتي على رأسها الاكتظاظ، وعدم تقديم الرعاية الصحية، وذلك حتى لا تتفاقم الأوضاع في ظل المخاطر المتعلقة بانتشار الفيروس في مقار الاحتجاز؛ خاصة لدي كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة منهم.

وتعمل “كوميتي فور جستس” على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان داخل السجون  ومقار الاحتجاز في مصر، كما تقوم بتحليل أوضاع كافة المقار التي يحرم فيها الأشخاص من حريتهم، مع الأخذ في الاعتبار الظروف والملابسات المحيطة بالاحتجاز، وسياسات وممارسات السلطات المصرية تجاه مقار الاحتجاز والقابعين بها، وتولي “كوميتي فور جستس” اهتمامًا خاصًا بالأوضاع الصحية للمحرومين من حريتهم ضمن الفئات شديدة الضعف والمعرضة للخطر، والتي ترتفع لديهم معدلات الخطورة في ظل تفشي فيروس “كورونا – كوفيد19”.

وتلبية منها لحالة الطوارئ لمجابهة “كورونا – كوفيد19″، تعمل “كوميتي فور جستس” جاهدة –وفق منهجية الرصد والتوثيق لديها-، على جمع المعلومات، ورصد الأوضاع في ظل انتشار الفيروس داخل السجون ومقار الاحتجاز ، في ظل اتباع الحكومة المصرية سياسة عدم الإفصاح عن المعلومات، وعدم تقديم معطيات حقيقية عن الأوضاع، وعدم الإعلان عن استراتيجياتها في مجابهة الفيروس داخل تلك المؤسسات.

ب- منصة “عداد كورونا”

أطلقت “كوميتي فور جستس” منصة “Corona meter – عداد كورونا”؛ التي تعمل على نشر البيانات والمعلومات التي تتحصل عليها من واقع عملها على مشروع مراقبة مقار الاحتجاز في مصر، وكذلك المعلومات التي تصل إليها من أطراف حقوقية ذات المهنية والمصداقية الكافيتين.

وتهدف “كوميتي فور جستس” من ذلك إلى رصد اتجاهات انتشار فيروس “كورونا – كوفيد19” داخل السجون ومقار الاحتجاز، وتوفير المعلومات اللازمة لإجراء تقدير مخاطر انتشار الفيروس داخل السجون ومقار الاحتجاز، كما توفر المعلومات والإرشادات لتوجيه تدابير الاستعداد، والوقاية، والاستجابة في التعامل مع الفيروس. وتسليط الضوء على حقيقية ما يعانيه المحتجزين في مقار الاحتجاز المصرية نتيجة إهدار حقوقهم الإنسانية؛ لا سيما الحق في الصحة.

واعتمدت “كوميتي فور جستس”، في تحديد حالات الإصابة، والاشتباه في الإصابة بـ”كورونا – كوفيد19” داخل السجون ومقار الاحتجاز المصرية، على ما أقرته منظمة الصحة العالمية، وما أقره قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية من تعريفات في التعامل مع الفيروس مجتمعيًا، كذا ما يتصل من مواصفات خاصة لأوضاع المحرومين من حريتهم.

ج-  كيف نتعامل مع حالات الكورونا داخل السجون ومقار الاحتجاز المصرية؟

 

– التعاريف المعتمدة في “عداد كورونا”:

في ظل عدم وضوح استراتيجية الدولة المصرية في التعامل مع الفيروس داخل السجون ومقار الاحتجاز، واعتمادها نهجًا ذا طابع أمني في تقديم المعلومات حول انتشار الفيروس، ورفضها التعاون وإطلاع ذوي الضحايا والرأي العام عن حقيقة أعداد الإصابات، وعدم الكشف عن نتائج التحاليل فى حال إجراءها، كذلك عدم اتخاذ إجراءات عاجلة مع الحالات التى تظهر عليها أعراض الإصابة، وتجنب إجراء المزيد من التحاليل الطبية وفقًا لما أقرته منظمة الصحة العالمية. في ظل هذا، تستند “كوميتي فور جستس” في تعريف الحالة المصابة، أو المشتبه في إصابتها، إلى التعريفات التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية والتي تخضع للتنقيح المنتظم.

وبناءًا عليه، تعرف “كوميتي فور جستس” الحالة المشتبه بإصابتها بفيروس “كورونا – كوفيد 19” بين المحرومين من حريتهم باعتبارها:

  • معاناة المصاب أيًا من الأعراض التنفسية الحادة، مثل: (الكحة أو ضيق التنفس، و/أو ارتفاع في درجة الحرارة ≥ 38)، مع عدم وجود أسباب آخرى.
  • تزامن تلك المعاناة مع أيٍ من الظروف التالية، خلال 14 يوم قبل ظهور الأعراض:
    • للشخص المصاب تاريخ سفر أو إقامة بدولة/ منطقة ثبت بها انتشار مجتمعي واسع، أو انتقال محلي محدود لفيروس “كورونا – كوفيد 19” .
    • كان المصاب مخالطًا لحالة تأكد إصابتها بفيروس “كورونا – كوفيد 19”.
    • كان المصاب مخالطًا لشخص يعاني من أي من الاعراض التنفسية الحادة، مثل: ( الكحة، ضيق التنفس، ارتفاع في درجة الحرارة ≥ 38 درجة)، حال ارتباطه بمكان أو منطقة بها تفشي وبائي لفيروس “كورونا – كوفيد19″، ولم يتم تأكيده معمليًا.
    • كان المصاب أحد المحرومين من حريتهم و متواجدًا في أحد مقار الاحتجاز التي ظهرت بها إصابة مؤكدة أو محتملة بـ”كورونا – كوفيد19″.
    • إذا كان المصاب أحد المحرومين من حريتهم، وأصيب باعتلال حاد ووخيم في الجهاز التنفسي، يستلزم معه دخول المستشفى، مع عدم وجود تشخيص بديل يفسر الأعراض التي ظهرت عليه.

وفي حالة عدم التحقق من الاشتباه وفقًا لذلك، ينظر فيما إذا انطبقت اثنتان من الخصائص الإكلينيكية التالية على أي شخص:

  • حمي أو أعراض تنفسية حادة، أو كلاهما.
  • أشعة مقطعية- أو عادية- على الصدر بها خصائص تشخيصية لعدوي “كورونا – كوفيد19”.
  • عدد طبيعي أو منخفض لكرات الدم البيضاء “Total Leukocyte Count”، مع انخفاض في عدد كرات الدم الليمفاوية “Lymphocytopeni”.

كما تُعرف “كوميتي فور جستس” الحالة المؤكدة لعدوى فيروس “كورونا – كوفيد 19” بين المحرومين من حريتهم؛ بحسب التالي:

  • توفر معلومات تشير للإصابة من مصادر المؤسسة الموثوقة: (ذوي الضحايا، محاميهم، الشهود، الأفراد المتعاونين معنا).
  • تحليل ممارسات وإجراءات إدارة الاحتجاز في التعامل حيال الموقف، والحالة المشتبه في إصابتها.
  • مدى انتشار أعراض الإصابة في مقر الاحتجاز موضع النظر.
  • الحالة الصحية للأفراد المحرومين من حريتهم في مقر الاحتجاز.
  • نتائج التحاليل الطبية (تحاليل الدم)، و/أو صورة الأشعة المقطعية/العادية – فى حال إجرائها وإذا تم تمكين ذوي الضحية/محاميه من الحصول عليها-، وقد اعتمد البروتوكول المصري هذا الإجراء فى التعامل مع حالة الاشتباه.

كما تعتبر “كوميتي فور جستس” الإصابة مؤكدة إذا وردت من مصادرنا:

  • أخبار بنقل المحتجز لمستشفي العزل وحجزه بها، وكان لدينا اشتباه فى إصابته من قبل.
  • أخبار عن تشخيص الضحية من قبل طبيب السجن  أو المستشفي التى نُقل إليها.
  • أخبار بوفاة المحتجز بعد ظهور الأعراض الشديدة عليه، وكان مشتبه فى إصابته من قبل، ونقل للمستشفي فى وقت متأخر لتدهور حالته، مع عدم وجود مؤشرات مسبقة على وجود أمراض أخرى خطيرة لديه.
  • أخبار بظهور الأعراض بشدة على محتجزين ثبت مخالطتهم لحالة (محتجز – فرد شرطة – موظف بمقر الاحتجاز)، سبق تأكيد إصابتها.

 

د– موقف “كوميتي فور جستس”

تُذكر “كوميتي فور جستس” السلطات المصرية بالتزامها بتقديم المعلومات لكل الأشخاص المحرومين من حريتهم – والمجتمع جميعه- عن تدابير الصحة الوقائية داخل السجون ومقار الاحتجاز، مع إتاحة وصول ممثلي المجتمع المدني لمقار الاحتجاز لتقديم المساعدة والوقوف على حقيقة الأوضاع، ويجب أن تتسق كافة القيود المفروضة على حقوق المحرومين من حريتهم مع المعايير والمبادئ الدولية لحقوق الإنسان، ولاسيما الشرعية، والتناسب، والضرورة، وعدم التمييز.

كما ينبغي على السلطات اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تفشي الوباء داخل مقار الاحتجاز، والتي يلزم لها المشروعية واحترام حقوق الإنسان، وحماية الحقوق الغير قابلة للتعليق، وضمان أقصي قدر من الشفافية في اعتماد التدابير الوقائية، والرصد المستمر لتطبيقها.

ويجب أن تكون تدابير العزل أو الحجر الصحي في أماكن الاحتجاز قانونية، ومتناسبة، وضرورية، ومحددة زمنيًا، وخاضعة للإشراف والمراجعة، ولا تفرض إلا في حالة عدم اتخاذ تدابير وقائية بديلة من قبل السلطات لمنع انتشار الفيروس أو التصدي له، ولا ينبغي أن تؤدي إلى الحبس الانفرادي. كما يجب أن تبلغ إدارات مقار الاحتجاز ذوي المحرومين من حريتهم عن أوضاعهم وحالتهم.

وقد نبهت “كوميتي فور جستس” عن خطورة الأوضاع الصحية داخل السجون ومقار الاحتجاز في مصر، والتي أودت بحياة العشرات من المحرومين من حريتهم، وإنهاك حقوق مئات آخرين منهم كما جاء في تقريرها السنوي، كما دعت السلطات المصرية في مواقف عدة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية السجناء والمحتجزين، ووجهت لاتخاذ إجراءات لتخفيف التكدس داخل السجون ومقار الاحتجاز، كما انتقدت الإجراءات التي أقدمت الحكومة المصرية عليها، ودعتها للإعلان عن مدي انتشار الفيروس داخل السجون ومقار الاحتجاز.

ومن جانبها رصدت “كوميتي فور جستس” عدم قيام السلطات المصرية بتنفيذ إجراءات صحية جدية وفقًا للمعايير الدولية بغية إدارة مخاطر انتشار “كورونا – كوفيد19” داخل السجون ومقار الاحتجاز، كما لم تقم بإخضاع الأشخاص المحرومين من حريتهم – والمشتبه في إصابتهم – للفحص الطبي وفقًا للإجراءات التي حددتها منظمة الصحة العالمية في التعامل مع حالات الإصابة، والمشتبه في إصابتها.

كما يجب أن يتمكن المحرومون من حريتهم- المشتبه أو المؤكد إصابتهم بكورونا – كوفيد  19- من الوصول الكامل للرعاية الصحية، بما في ذلك الرعاية الصحية العاجلة والمتخصصة، دون تأخير غير مبرر، ويجب عزل الحالات في ظروف ملائمة تحفظ لها الكرامة، وإيلاء اهتمام خاص بالصحة النفسية للأشخاص المحرومون من حريتهم في ظل الجائحة.

وتولي “كوميتي فور جستس” اهتمامها بفتح حوار مع الحكومة المصرية، ومنظمات المجتمع المدني لمعالجة الآثار المترتبة على حالة الطوارئ، وصولاً إلى إيجاد بدائل ممكنة ومناسبة للحد من تدهور الأوضاع داخل السجون ومقار الاحتجاز.