خبر صحفي
ترجمة وتحرير: كوميتي فور جستس
جنيف: 21 سبتمبر/ أيلول 2020
أعرب 3 من المقررين الخواص بالأمم المتحدة، عن قلقهم البالغ لوفاة المخرج السينمائي المصري، شادي حبش، داخل محبسه، في أوائل مايو الماضي، وعدم توفير الرعاية الصحية اللازمة له؛ ما أدى لوفاته.
– وفاة “حبش” تعسفية:
وأوضح المقررون الثلاث في مذكرة أممية مرسلة للحكومة المصرية في 19 يونيه/ حزيران 2020، ولا يوجد رد عليها حتى الآن، أن وفاة “حبش” كانت تعسفية؛ لأنها قد تكون ناتجة عن الحرمان من الرعاية الصحية الكافية على الرغم من الروايات الواقعية المختلفة، والتي تشير كلها إلى فشل سلطات السجن في تزويد “حبش” بالمساعدة الطبية المطلوبة.
كما أبدى المقررون قلقهم من كون اعتقال واحتجاز “حبش” ربما كان ينتهك حقه في حرية التعبير والرأي، والحق في الحرية، والأمن على الأشخاص.
وذكر المقررون في مذكرتهم أن الوقائع تشير إلى انتهاكات متعددة لحقوق الإنسان، بما في ذلك انتهاك الحق في الصحة، والافتقار إلى الإجراءات القانونية الواجبة، والاحتجاز التعسفي، وكلها قد تسهم في الحرمان التعسفي من الحياة، فالوفاة الناتجة كليًا أو جزئيًا عن الحرمان من الرعاية الطبية هي بحكم تعريفها موت تعسفي تتحمل الدولة مسؤوليته.
وأضاف المقررون أنه للتغلب على الافتراض القائل بأن وفاة “حبش” تعسفية، ولم تنجم عن أفعال أو تقصير منسوب إل ىالدولة المصرية، فإن المسؤولية تقع على عاتق الدولة لدحض ها الافتراض، والوفاء بالمعايير والأعراف الدولية، وذلك من خلال فتح تحقيق شامل، وسريع، ونزيه، وشفاف حول أسباب الوفاة، وهو ما لم يتم.
– مطالبات أممية بكشف أسباب وفاة “حبش”:
ودعا المقررون الحكومة المصرية لتوضيح الأسباب القانونية أو أي أسباب وظروف أخرى لاحتجاز “حبش”، وبقاءه في الحبس الاحتياطي لأكثر من عامين، وهو ما يبدو أنه انتهاك للقانون المصري.
كما طالب المقررون توضيح سبب عدم قيام سلطات السجن، بإعطاء العلاج المناسب لـ”حبش” رغم أنه أبلغ أنه ابتلع سم، وكذلك بيان لماذا عاد “حبش” إلى زنزانته بدلاً من مراقبته في مستوصف السجن أو نقله على الفور إلى المستشفى؟
كذلك دعا المقررون الحكومة المصرية لتوضيح الخطوات الأوسع نطاقًا، إن وجدت، التي يجري اتخاذها للرد على العديد من المخاوف بشأن الظروف الصحية غير الملائمة، وغيرها من الأوضاع في السجون المصرية.
وطالبت المذكرة أيضًا بيان التركيب الكيميائي لمطهر اليدين الذي تناوله “حبش”، وهل تم توزيع نفس المطهر على نزلاء سجن طرة؟ وهل حذر المحتجزون من استخدامه خارج الأغراض المقصودة؟
– الوفاة حدثت نتيجة للتسمم بكحول:
يذكر أنه في نهاية فبراير 2018، تم إطلاق أغنية “بلحة” التي كانت تنتقد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وحالة الاقتصاد المصري، والفساد الحكومي المزعوم.
وكان “حبش” قد عمل على الأغنية عن بعد، ولم يشارك في محتوى كلمات الأغاني أو يرتبط بها، وبعد أيام قليلة من إطلاق الأغنية، في 1 مارس 2020، تم اعتقال “حبش”، وتقديمه إلى نيابة أمن الدولة العليا بعد أربعة أيام، التي وجهت له اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، والكفر وازدراء الأديان، وإهانة الجيش، بموجب القضية رقم 480 لعام 2018، ومع ذلك، لم يُحكم عليه مطلقًا، كما لم تُحال قضيته أبدًا إلى المحاكمة.
وفي 1 مايو 2020، توفي “حبش” في سجن طرة بالقاهرة، ليعلن زملاءه في اليوم التالي، إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على الإهمال الذي ادعوا أنه أدى إلى وفاته.
وفي 5 مايو 2020، أصدرت النيابة العامة أول بيان بشأن وفاة “حبش” بدعوى أنه شرب بالخطأ كحولاً ممزوجًا بمياه غازية، وتوفي في عيادة السجن في 1 مايو.
وأشار البيان إلى كحول الميثيل (وهو مادة سامة لا يسمح بدخولها في السجون المصرية)، بدلاً من الكحول الإيثيلي (الذي يمكن استخدامه كمطهر).