رصدت لجنة العدالة حملة اعتقالات واسعة استهدفت مئات اللاجئين السودانيين في عدد من المدن الليبية، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لوجود المهاجرين غير النظاميين.
ونقلت مصادر صحفية سودانية عن أحد اللاجئين إن الشرطة داهمت عشرات المنازل في ساعة مبكرة من صباح الأحد 28 سبتمبر واعتقلت أسرًا سودانية كاملة، بينهم أطفال، ونقلتهم إلى أماكن احتجاز وصفها بـ”غير الإنسانية”. وأوضح أن الاعتقالات جاءت عقب مظاهرات محلية مناهضة لوجود الأجانب، ما فاقم معاناة السودانيين الفارين من الحرب في بلادهم.
وفي طرابلس، أكد شهود عيان أن جهاز الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع شرطة غوط الشعال نفّذ حملة ليلية أسفرت عن توقيف عشرات اللاجئين السودانيين. وأشار لاجئون إلى أن الشرطة أغلقت الطرق وأوقفت المارة، فيما طرد بعض ملاك المنازل الأسر السودانية بحجة عدم امتلاكهم إقامات سارية.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية الليبية أن الحملة، التي نفذتها اللجنة الميدانية التابعة للغرفة الأمنية في صبراتة، استهدفت “مواقع تضم مهاجرين غير نظاميين”، وأسفرت عن ضبط المئات واتخاذ إجراءات قانونية ضد أصحاب العقارات المؤجرة لهم.
وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تستضيف ليبيا نحو 357 ألف لاجئ سوداني، يتركز معظمهم في الكفرة وطرابلس وبنغازي، إلى جانب آلاف آخرين موزعين في مدن مصراتة والزاوية، والجفارة، ودرنة، وطبرق.
وتزامنت الاعتقالات مع مظاهرات شهدتها مدن عدة في 26 سبتمبر، حيث رفع محتجون في طرابلس شعارات من قبيل: “ليبيا ليست مكانًا للاجئين” و”لا لتوطين المهاجرين”. وفي مصراتة، اتخذت الاحتجاجات طابعًا أكثر حدة مع مهاجمة سوق عشوائي يقطنه مهاجرون وطرد سكانه، وسط اتهامات للمهاجرين بالتسبب في تفشي الجريمة وحيازة السلاح.
من جانبها تطالب لجنة العدالة السلطات الليبية باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وضمان عدم تعريض اللاجئين السودانيين للخطر أو الإعادة القسرية إلى بلدهم، مطالبةً بتمكينهم من أوضاع قانونية تحميهم، وتوفير ممرات آمنة ودعم إنساني عاجل للأسر المحتجزة، خاصة النساء والأطفال، وعدم تعزيز والتماهي مع خطابات الكراهية المحرضة على العنف ضد اللاجئين.