Skip to content

“كوميتي فور جستس” تنجح في استصدار رأيًا من الفريق الأممي الخاص بالاحتجاز التعسفي بشأن قضية صحفيين بقناة “الجزيرة” محتجزان في مصر

أقل من دقيقة مدة القراءة: دقائق

قالت “كوميتي فور جستس” إنه في إطار نجاحاتها المتواصلة في إيصال أصوات المظلومين للآليات الأممية من أجل العمل على إنصافهم ورفع الظلم عنهم، تمكنت من استصدار رأيًا من الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي في الأمم المتحدة، بشأن حالة الصحفيين المصريين العاملين بقناة “الجزيرة” الإخبارية، هشام عبد العزيز غريب، وبهاء الدين إبراهيم نعمة السيد.

وأوضحت المنظمة أن الرأي الأممي اعتمد على الشكوى المقدمة من خلالها حول الانتهاكات الحقوقية والإجراءات القضائية المعيبة التي تنتهك قواعد المحاكمة العادلة المعترف بها دوليًا، التي تعرض له كلاً من “غريب” و”السيد”، خلال فترة احتجازهما المطول، لافتة إلى أن تلك الخطوة جاءت في إطار سعيها الدؤوب لرفع الظلم عن الضحايا، ومنع الانتهاكات الحقوقية ضد المواطنين في مصر، ومحاربة إفلات المسؤولين عنها من العقاب، وذلك من خلال فريقها المتخصص في التواصل مع الأمم المتحدة بآلياتها المختلفة.

وكانت المنظمة ذكرت في شكواها أن هشام عبد العزيز غريب، وهو مواطن مصري من مواليد 1977، متزوج وأب لثلاثة أطفال، وعمل كصحفي ومنتج لقناة “الجزيرة” في الدوحة، وقد ألقي القبض عليه في 20 يونيو 2019، وأيضًا الصحفي بهاء الدين إبراهيم نعمة السيد، وهو مواطن مصري، ولد عام 1976، وكان يعيش في مدينة فيصل بالجيزة، ومتزوج وله طفلان، وعمل منتجًا لقناتي الجزيرة ونايل تي في العالمية، وعضوًا في معهد الصحافة الدولي، وألقي القبض عليه في 22 فبراير 2020، أثناء محاولته العودة للدوحة من خلال مطار برج العرب الدولي، وشهدت قضيتهما العديد من الانتهاكات الفجة لحقوقهما الإنسانية والقانونية.

من جهته، أوضح الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بالأمم المتحدة، في مستهل رأيه، أن عبء دحض المعلومات التي أوردتها “كوميتي فور جستس” في شكواها يقع على عاتق السلطات المصرية، والتي لم ترد على تلك الادعاءات أو ترغب في ذلك حتى، مؤكدًا تعرض الصحفي هشام غريب للاختفاء القسري لمدة 41 يومًا، كذلك تعرض الصحفي بهاء الدين السيد للاختفاء القسري، هو الآخر لما يقارب الـ3 شهور (75 يومًا).

وأضاف الفريق الأممي أن الصحفيان وضعا رهن الحبس الاحتياطي في غياب مراجعة قضائية لقانونيته، ما يشكل انتهاكًا للحق في المثول على وجه السرعة أمام سلطة قضائية، المنصوص عليها في المادة 9 (3) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، حيث أن السلطات المصرية لم تبرز أمر قضائي وقت إلقاء القبض عليهما، كما لم يتم إبلاغهما بأسباب حرمانهما من الحرية أو التهم الموجهة إليهما.

كما شدد الفريق الأممي في رأيه على ضرورة أن يكون الحبس الاحتياطي هو الاستثناء وليس القاعدة، لذلك يجب قصره على أقصر وقت ممكن. وبالتالي يجب أن يستند الاحتجاز في انتظار المحاكمة إلى قرار بأنه معقول وضروري لأغراض مثل منع الهروب أو التدخل في الأدلة أو تكرار الجريمة، وهو مالم يتحقق بحق “غريب” و”السيد”، حيث أنهما لم يمثلا على وجه السرعة أمام قاضٍ أثناء احتجازهما.

وأكد الفريق العامل أيضًا أن احتجاز الأشخاص في أماكن سرية وغير معلنة ينتهك حق الطعن الفعلي في شرعية الاحتجاز أمام المحكمة، على النحو المنصوص عليه في المادة 9 (4) من العهد، وأنهما احتُجزا في أماكن غير معروفة لعائلاتهما ومحامييهما لفترة طويلة من الزمن. ورأى الفريق أن أي حرمان من الحرية يستتبع الرفض المتعمد للكشف عن مصير الأشخاص المعنيين أو مكان وجودهم أو الاعتراف باحتجازهم يفتقر إلى أي أساس قانوني سليم تحت أي ظرف من الظروف. في السياق الحالي، تعتبر حالات الاختفاء القسري التي تعرض لها الرجلان انتهاكًا للعديد من الأحكام الموضوعية والإجرائية للعهد وتشكل شكلاً من أشكال الاحتجاز التعسفي المشدد بشكل خاص.

كما أشار الفريق إلى أن احتجاز “غريب” و”السيد” جاء نتيجة لممارستهما مهنة الصحافة، ونُفذ في إطار حملة قمع على حرية التعبير في مصر، وأن هذه الممارسات تشكل انتهاكات للقانون الدولي فيما يتعلق بحماية وتعزيز الحق في حرية التعبير، حيث لاحظ الفريق أنه وجه لهما تهمة نشر أخبار كاذبة، وعلى الرغم من إتاحة الفرصة للسلطات المصرية للقيام بالرد إلا أنها لم تقم بذلك، كم لم توضح لماذا استلزمت هذه التهم فرض وتجديد الحبس الاحتياطي.

وأكد الفريق الأممي كذلك على أن الرجلين حُرما من حقهما في محاكمة عادلة، بما في ذلك الحق في الاتصال بمحام سواء بعد القبض عليهما أو أثناء الاحتجاز، كما مُنعوا من تلقي الزيارات العائلية، وأنه عندما سُمح بمثل هذه الزيارات، فقد خضعت لقيود عديدة، وأيضًا تعرضا للتعذيب ولغيره من ضروب سوء المعاملة من قبل السلطات بمصر لإكراههما على الاعتراف بالذنب وإهانتهما

وخلص الفريق إلى أنه بناء على المعلومات الواردة؛ فإن السلطات في مصر أخفقت في وضع أساس قانوني لاحتجاز “غريب”، و”السيد”، لذا فإن الاحتجاز بالتالي تعسفيًا ويندرج تحت إطار الفئة الأولى، والثالثة، والخامسة.

كما طالب الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بالأمم المتحدة في ختام رأيه، السلطات المصرية باتخاذ الخطوات اللازمة لتصحيح وضع “غريب”، و”السيد” دون تأخير وجعله متوافقًا مع المعايير الدولية ذات الصلة، كما رأي الفريق أنه مع مراعاة جميع ملابسات القضية، فإن سبيل الانتصاف المناسب هو الإفراج عنهما على الفور، ومنحهما حقًا واجب النفاذ في الحصول على تعويض وغير ذلك من سبل الجبر.

وحث الفريق الأممي السلطات في مصر على ضمان إجراء تحقيق كامل ومستقل في الظروف المحيطة بالاعتقالات التعسفية، ومعاملة “غريب”، و”السيد”، واتخاذ التدابير المناسبة ضد المسؤولين عن انتهاك حقوقهما، ونشر هذا الرأي بجميع الوسائل المتاحة وعلى أوسع نطاق ممكن.

لمزيد من المعلومات والطلبات الإعلامية أو الاستفسارات، يرجى التواصل معنا
(0041229403538 / media@cfjustice.org)

آخر الأخبار

اشترك في نشرتنا الإخبارية!

كن أول من يحصل على أحدث منشوراتنا