Widget 1

Optional widget here

مخاوف أممية من حرمان 600 ألف شخص من المياه النظيفة شمال شرق سوريا ما يعرضهم للخطر

خبر صحفي 

ترجمة وتحرير: كوميتي فور جتس

جنيف: 3 ديسمبر/ كانون الأول 2020

أوضح خبراء حقوق إنسان أمميون، في مذكرة لهم للحكومة السورية، بشأن الانقطاعات المتكررة لمحطة ضخ المياه بـ”علوك”، أن تلك الانقطاعات ستحرم ما يقرب من 600 ألف شخص في شمال شرق سوريا، “الحسكة” وما حولها، بمن فيهم النازحون داخليًا، من الوصول الآمن إلى المياه.

– خطورة عدم توفير المياه النظيفة في ظل أزمة كورونا: 

وأشار الخبراء في مذكرتهم التي أرسلت في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، ولم يتم الرد عليها حتى الآن، إلى أن الانقطاعات المتكررة لمياه الشرب في المناطق التي تخدمها محطة ضخ المياه في علوك تزيد من إجبار الناس على الاعتماد على شاحنات المياه، والتي تكون في بعض الأحيان غير كافية من حيث جودة المياه، وسلامتها، لأنها قد تعرض الناس للأمراض المنقولة بالمياه مثل الإسهال، ما قد يؤدي إلى سوء التغذية.

علاوة على ذلك، فإن الاعتماد على شاحنات المياه يفرض تكاليف باهظة لا يمكن تحملها بالنسبة للعديد من السوريين، لا سيما في ظل التدهور الاقتصادي الشديد الحالي، الذي شهد ارتفاعًا كبيرًا في أسعار السلع إلى جانب تقلب أسعار الصرف وانخفاض قيمة العملة.

وأعرب الخبراء في مذكرتهم عن قلقهم من أن الانقطاع المتكرر لإمدادات المياه من محطة علوك لضخ المياه يحرم ما يقرب من 600000 شخص من الوصول إلى مياه الشرب، ما يعرضهم للأمراض المرتبطة بالمياه، ويهدد حياتهم خاصة في سياق جائحة “كورونا”، كما أن سوء النظافة نتيجة لنقص المياه يمكن أن يؤدي إلى تفاقم احتمالية الإصابة بالفيروس، والتأثير على سبل عيش السكان.

– ضمان إمدادات المياه مهم في ظل أزمة كورونا: 

وطالب الخبراء في ختام مذكرتهم الحكومة السورية بتقديم أي معلومات تتعلق بالانقطاع الدوري لمحطة علوك لضخ المياه، وخاصة انقطاع التيار الكهربائي الذي حال دون توزيع المياه، وكذلك أي معلومات حول انقطاع المياه في مدينة الحسكة وضواحيها وريفها.

كما دعا الخبراء سوريا لتقديم معلومات عن التدابير المتخذة لضمان استمرار إمدادات المياه بجودة مناسبة لحماية السكان المذكورين من انتشار جائحة كورونا، ومن الأمراض الأخرى المنقولة بالمياه.

وانشأت محطة علوك لضخ المياه عام 2010، كحل لأزمة المياه آنذاك في الحسكة وأطرافها، وتقع المحطة بالقرب من قرية علوك شرقي على بعد 10 كم شرق رأس العين/ سري كانيه شمال شرق سوريا، وتعمل بطاقة ضخ تقارب 175 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميًا، وتعد هي المصدر الرئيسي للمياه لأكثر من 600 ألف نسمة من سكان شمال شرق سوريا، لا سيما سكان مدينة الحسكة، وبلدة تل تمر، وضواحيهم، بما في ذلك مخيمات النازحين في بلدة الحسكة.  

وسيطرت تركيا، والجماعات المسلحة السورية التابعة لها فعليًا على المنطقة منذ عام 2016 بعد أول عملية عسكرية لها (عملية درع الفرات). وفي 9 أكتوبر 2019، تمكنت القوات التركية والجماعات المسلحة التي تقاتل تحت راية “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا من السيطرة الكاملة على محطة ضخ مياه علوك التي كانت لا تزال خارج الخدمة. 

ونتيجة لانقطاع التيار الكهربائي في تلك المناطق، وإمداد المنطقة بخدمات كهرباء ضعيفة الخاضعة من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، فإن محطة ضخ مياه علوك لم تعمل بكامل طاقتها. وفي 24 فبراير 2020، أوقفت القوات التركية محطة علوك لضخ المياه تمامًا، وطردت العمال دون تقديم تفسيرات كافية، ونتيجة لذلك اندلعت على ما يُزعم أزمة مياه في مدينة الحسكة وبلدة تل تمر وضواحيها.