Widget 1

Optional widget here

مذكرة أممية للإمارات بشأن اعتقال مواطن يمني وتعذيبه واستجوابه من قبل ضباط إماراتيون وأمريكيون

خبر صحفي 

ترجمة وتحرير: كوميتي فور جستس

جنيف: 28 سبتمبر/ أيلول 2020

أعرب مجموعة من خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، عن قلقهم من قيام جماعات مسلحة يمنية مدعومة إماراتيًا باعتقال يمني مقيم بالسعودية على نقطة حدودية أثناء رحلة لزيارة عائلته باليمن، وإخفائه قسريًا، وكذا قيام ضباط إماراتيون وأمريكيون باستجوابه وتعذيبه للاعتراف بانتمائه لتنظيم القاعدة.

– اختفاء قسري بمراكز احتجاز غير رسمية تديرها الإمارات: 

وفي مذكرة أممية أرسلها الخبراء للحكومة الإماراتية في 14 يوليو/ تموز 2020، ولم يتم الرد عليها حتى الآن، أكد الخبراء أن المواطن اليمني، والذي احتفظت المذكرة باسمه مجهولاً لحماية أمنه، اختفى قسريًا لمدة 28 يومًا، واحتجز بمعزل عن العالم الخارجي في مرافق احتجاز غير رسمية في “بلحاف”، و”الريان”، وهي مرافق تحت سيطرة القوات الإماراتية، ما أبعده عن حماية القانون، وأخضعه إلى خطر متزايد بالتعرض للتعذيب وسوء المعاملة.

كما أبدى الخبراء مخاوفهم من أن مسؤولي استخبارات الولايات المتحدة قد انخرطوا في استجواب خارج الحدود الإقليمية، وكذلك أبدوا مخاوف من مزاعم استخدام أساليب الاستجواب التي يتبناها رجال الأمن، وأساليب التخويف والتهديد التي يمكن أن ترقى إلى التعذيب النفسي، فضلاً عن وحشية أفراد الأمن في الاعتقال، والحرمان من الرعاية الطبية.

وشدد الخبراء في مذكرتهم على عدم الاعتراف بالحرمان من الحرية من قبل موظفي الدولة، ورفض الاعتراف بالاحتجاز يشكل اختفاءً قسريًا، حتى لو كان لفترة قصيرة.

– مدى توافق إجراءات مكافحة الإرهاب مع القانون الدولي: 

وطالب الخبراء الحكومة الإماراتية بتقديم معلومات عن الأسس الواقعية والقانونية لاعتقال المواطن اليمني، وتوضيح كيفية توافق ذلك مع التزامات اليمن والإمارات الدولية في مجال حقوق الإنسان.

كذلك طلب الخبراء الإمارات بتقديم معلومات مفصلة عن مراكز الاحتجاز في مطار “بلحاف”، و”الريان”، بما في ذلك ظروف الاحتجاز، ومعاملة المعتقلين، وأساليب الاستجواب التي اعتمدتها الحكومة اليمنية وحلفاؤها في سياق مكافحة الإرهاب، وكيفية توافق ذلك مع القانون والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

كما دعا الخبراء الإمارات لتقديم معلومات عن الأسس القانونية لاتهام المواطن اليمني بالانتماء إلى منظمة إرهابية، وبيان كيف يتوافق ذلك مع قرار الأمم المتحدة الأمني ​​رقم 1373، وتعريف الإرهاب كما هو موضح في قواعد القانون الدولي، ومعلومات مفصلة عن التحقيقات التي قد تكون قد أجريت فيما يتعلق بأعمال الاختفاء القسري، والتعذيب وسوء المعاملة، وفي حالة إذا لم يتم إجراء أي تحقيق حتى الآن، توضيح مدى توافق ذلك مع الالتزامات الدولية لحقوق الإنسان في اليمن.

– اعتقال وتعذيب بتهمة الانتماء للقاعدة: 

وكان المواطن اليمني، وهو من قبيلة العوالكي، من مواليد المملكة العربية السعودية حيث سكنها وعائلته من مدينة “عتق” بمحافظة “شبوة” في اليمن، وهو من أتباع حركة جماعة التبليغ، وقُبض عليه عند نقطة تفتيش في اليمن يشرف عليها ضباط إماراتيون أثناء توجهه لزيارة عائلته في اليمن، واختفى قسريًا بين 19 مايو، و25 يونيو 2018.

وأثناء احتجازه في مرافق احتجاز غير رسمية (ثكنة عسكرية في الشبيكة، يقال إنها تديرها قوات النخبة الشبانية، وهي جماعة مسلحة من غير الدول، مدعومة من الإمارات العربية المتحدة)، تعرض للاختفاء القسري، والتعذيب والترهيب من قبل أفراد من الأمن اليمني، والسعودي، والإماراتي، للاشتباه في انتمائه لتنظيم القاعدة.

في 20 مايو 2018 ، تم نقل المواطن اليمني بسيارة إلى قاعدة تحالف “بلحاف” الواقعة في معمل تسييل الغاز بلحاف، وزُعم أنه تعرض أثناء نقله لعمليات إعدام وهمية، ولدى وصوله تم دفعه من السيارة، وتعرضه للتهديد والترهيب من قبل رجال الأمن.

وبعد 17 يومًا في “بلحاف”، نُقل إلى سجن “المنورة” المركزي في “المكلا”، حيث فحصه طبيب، قبل نقله معصوب العينين إلى مركز احتجاز في مطار “الريان”، يقال إن القوات الإماراتية تديره، حيث نقله حراس من جنسيات عديدة جندتهم الإمارات العربية المتحدة إلى منزل متنقل، يستخدم كغرفة استجواب، حيث تعرض للتعذيب النفسي والبدني، بما في ذلك التهديد بالاغتصاب والقتل.

وفي 14 يونيو 2018، سُمح له بساعة واحدة في الهواء الطلق. ومع ذلك، في الليلة نفسها، جرده عناصر أمنية من ملابسه وعلقوه من السقف من يديه، كما نُقل معصوب العينين بطائرة مروحية مرتين في 15 و21 يونيو 2018، إلى مكان مجهول بجانب البحر، حيث تم استجوابه من قبل ضابط أمريكي حول انتماءاته، وما إذا كان قد تلقى تدريبات عسكرية، وأسباب سفره إلى دول مثل إندونيسيا، وبنغلاديش، وفيتنام، وماليزيا وغيرها، وبعد الاستجواب، أعيد إلى الريان، حيث تم تهديده بالإعدام.

وفي 25 يونيو 2018، تم إطلاق سراحه مع 14 معتقلاً آخرون، وطُلب منهم مغادرة اليمن، وعدم العودة حتى تنتهي الحرب على الإرهاب، كما طُلب منه تحديدًا عدم الحديث عن مركز احتجاز مطار الريان، ولا التواجد الإماراتي في اليمن.

نقلته أسرته من مطار “الريان” إلى مستفى في “مكلا”، لفحص حالته الصحية المتدهورة، وعقب عودته للسعودية تم تشخيص حالته بأنه يعاني من ضيق في مجرى البول، وخضع لعملية جراحية، وتعرض للتهديد بالانتقام عندما أبلغ الشرطة السعودية بالتعذيب والمعاملة السيئة التي تعرض لها خلال رحلته في اليمن.