تعرب لجنة العدالة عن إدانتها البالغة لجريمة مقتل الشاب شرف الدين حمدان في العاصمة الليبية طرابلس، إثر إطلاق النار عليه من قبل عناصر مسلحة لم تُسمَّ حتى الآن، أثناء مروره في أحد شوارع منطقة رأس حسن برفقة صديق نجا من الحادثة وأدلى بشهادته.
تأتي هذه الجريمة بعد أيام قليلة من نشر الضحية، وهو سجين سابق، تسريبات خطيرة من داخل معتقلات جهاز الردع في مطار معيتيقة، وثّقت انتهاكات جسيمة مورست بحق المحتجزين هناك. وكان حمدان قد أمضى أحد عشر عامًا في الاعتقال داخل هذا المقر من دون محاكمة، تعرض خلالها للتعذيب وسوء المعاملة، وفق شهادات وتقارير حقوقية.
ويُذكر أن جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب هو تشكيل أمني نشأ بعد عام 2012 بقيادة عبد الرؤوف كارة، وحصل عام 2018 على صفة رسمية وصلاحيات واسعة مكّنته من السيطرة على مجمع معيتيقة الذي يضم المطار المدني والقاعدة الجوية وسجن “مؤسسة الإصلاح والتأهيل”، إلى جانب نفوذه المتصاعد على مؤسسات سيادية وحيوية في طرابلس. هذه الشرعية الممنوحة للجهاز شجعت قادته وأعضاءه على ارتكاب المزيد من الانتهاكات، وصولًا إلى اعتراف آمره – قائده- بوجود سجون سرية مثل التي خرجت منها التسريبات الأخيرة.
إن لجنة العدالة تحمل السلطات الليبية المسؤولية الكاملة عن حماية أرواح المدنيين وضمان عدم إفلات المسؤولين عن هذه الجريمة والانتهاكات الموثقة داخل معتقلات جهاز الردع من المساءلة، وتدعو إلى:
فتح تحقيق مستقل وشفاف في واقعة مقتل شرف الدين حمدان ومحاسبة الجناة.
الكشف عن مصير كافة المحتجزين في سجون جهاز الردع، وضمان مثولهم أمام القضاء أو الإفراج عنهم.
إغلاق السجون السرية ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي توفر غطاءً للانتهاكات الجسيمة.
تؤكد لجنة العدالة أن استمرار الإفلات من العقاب في ليبيا يشكل تهديدًا خطيرًا لحقوق الإنسان وللسلم الأهلي، وتدعو المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط حقيقية لضمان العدالة للضحايا ووضع حد لجرائم الأجهزة الأمنية الخارجة عن القانون.