رصدت “لجنة العدالة” اعتقال قوات الدعم السريع لخمسة صحفيين من مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، عقب سيطرتها على المدينة، من بينهم الصحفي المتعاون مع قناة الجزيرة معمر إبراهيم. كما أكدت نقابة الصحفيين فقدان الاتصال مع سبعة صحفيين آخرين، بينهم صحافيتان، منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، مشيرة إلى أن الصحفيين كانوا يتواجدون في المدينة ومخيم “أبو شوك” للنازحين أثناء المواجهات التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع. وظهر في مقطع فيديو المصور الصحفي إبراهيم جبريل بابو بين الأسرى والمعتقلين الذين تحتجزهم قوات الدعم السريع، ما يرجح تعرضه للاعتقال من قبل هذه القوات.
هذه الانتهاكات تمثل خرقًا واضحًا لالتزامات السودان بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يكفل الحق في حرية التعبير، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى مخالفتها لمبادئ القانون الدولي الإنساني التي تحمي المدنيين والعاملين في المجال الإعلامي أثناء النزاعات المسلحة. كما أن هذه الممارسات تندرج ضمن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وقد ترقى إلى مستوى جرائم حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي يجرّم الاعتقال التعسفي واستهداف الصحفيين.
وفي ختام بيانها، تدين لجنة العدالة بأشد العبارات هذه الانتهاكات بحق الصحفيين، وتطالب بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين وضمان توفير ممرات آمنة للإعلاميين في مناطق النزاع. كما تدعو اللجنة المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان والآليات الأممية المعنية بحرية الرأي والتعبير، إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، بما يضمن عدم إفلات الجناة من العقاب، التزامًا بالمواثيق الدولية التي وقّعت عليها دولة السودان.