Skip to content

“وادى الجحيم” من شهادات معتقلى سجن وادى النطرون 440

أقل من دقيقة مدة القراءة: دقائق

جنيف – 25 أكتوبر 2017
مشروع مصر
مراقبة مراكز الاحتجاز

 

سجن وادى النطرون 440 هو واحد من الثلاثة سجون الموجودة بمنطقة سجون وادى النطرون الواقعة قرب مدينة السادات بمحافظة البحيرة. يتكون سجن 440 من 12 جناح وكل جناح بدوره يتكون من 18 زنزانة، كما للجناح رقم 12 زنازين تستخدم لأغراض خاصة.

المعلومات الواردة فى هذا البيان مبنية على مصدرين أساسيين،1. حوارات  أجريت مع ثمان أسر لمعتقلين سياسيين [1]، و حوار مع معتقل سابق بنفس السجن. تم تسجيل تلك اللقاءات خلال أغسطس وسبتمبر 2017. 2. ثلاثة خطابات كتبوا بواسطة ثلاثة من المعتقلين السياسيين بالسجن وتم تسريبهم إلى الصحافة ووسائل التواصل الإجتماعى.

تم تحليل كل المعلومات وتقسيمها إلى أربعة محاور رئيسية:

  1. ممارسة العنف تجاه المعتقلين

فى سبيل الحصول على معاملة آدمية وبعض العناية الصحية وتوفير الأدوية اللازمة لهم، قام المعتقلين بالإضراب عن الطعام مرات عديدة، إلا أن تلك المحاولات لم تؤتى ثمارها.

كان إضراب الطعام الأخير فى يوليو وأغسطس 2017 تضامنًا مع ثلاثة من الأطباء من معتقلى جناح رقم 2 وهم سعيد عبدالحليم، عبدالرحمن غريب، و حميد كمال. حيث صعدت إحدى الخلافات بين الثلاثة المذكورين وبعض من المعتقلين الجنائيين إلى شجار تم فيه التعدى بالضرب على الأطباء من قبل الجنائيين بمعاونة مسئولى إدارة السجن. انتهى الأمر بمعاقبة كل معتقلى الجناح رقم 2 عن طريق حيازة متعلقاتهم بدون أى تحقيق فى الواقعة. تم فصل الأطباء الثلاثة عن باقى الجناح وضربهم وحجزهم فى زنزانة انفرادية لأكثر من 25 يوم. نتيجة لهذا التصرف قام 80 من المعتقلين بالإضراب عن الطعام فى الخامس من يوليو 2017.

نقلًا عن أحد المصادر فإن فصل المعتقلين السياسيين عن بعضهم وتوزيعهم فى أجنحة أخرى مع المعتقليين الجنائيين سياسة متبعة ومعروفة من قبل إدارة السجن بهدف معاقبة السياسيين. يطلب المعتقلين السياسيين الأموال من ذويهم أثناء الزيارات حتى يدفعونها للمعتقلين الجنائيين كجباية حتى لا يتعرض إليهم الآخرين بالضرب والأذى. كما علمت كوميتى فور جستيس أيضًا أن أحد الجنائيين يعمل كمخبر داخل زنازين “العنبوكة[2]”  يقوم بمراقبة كل أفعال وأقوال المعتقلين السياسيين وإبلاغ إدارة السجن بها كل صباح.

نوع آخر متبع من أنواع التعنيف والتعذيب فى تلك الزنازين هو أن يتم ربط أيدى المعتقل إلى الخلف فى إحدى العمدان من شروق الشمس حتى الغروب، فى الغالب يتعرض المعتقل إلى الضرب من كل الحراس أثناء مرورهم طوال النهار. تعرض أحمد شعبان، 20 عام، طالب وأحمد مندور، 23 عامن طالب إلى ذلك النوع من التعذيب مرات عديدة.

  1. حالة المعتقل

فى الجواب رقم 2، أطلق المعتقل على سجن وادى النطرون “وادى الجحيم”. المعلومات التى وردت إلى كوميتى فور جستس أن الأجنحة أرقام 2 و 8 و 9 مزدحمين بالمعتقلين طوال الوقت، من 22 إلى 27 معتقل فى الزنزانة الواحدة. لا تحتوى الزنزانة على مساحة كافية للمعتقل أن ينام إلا على جانب واحد فقط ولا يتحرك إطلاقا . بالإضافة إلى قذارة الزنازين ووجود الحشرات والصراصير بها.  يعانى الكثير من المعتقلين من الحساسية والطفح الجلدى بسبب انعدام نظافة الزنازين وعدم تهويتها. فى 2016 كان المعتقل يقضى 23 ساعة ونصف فى الزنزانة الخالية من دورة مياه، ولا يسمح له بالخروج لإستخدام دورة المياه إلا خلال نصف ساعة محددة قبلًا من إدارة السجن.

  1. الإهمال الطبى

لطالما كانت الرعاية الطبية الملائمة وتوفير الأدوية للمعتقلين المرضى مطلب رئيسى عند إضراب المعتقلين فى سجن وادى النطرون عن الطعام.

يلاقى المرضى هناك تعنت فى تحويلهم إلى مستشفى السجن، علمًا بأن حتى تلك المستشفى لا يوجد بها أطباء سوى بعض الطلبة من كليات الطب الذين تنقصهم الخبرة الكافية للتعامل مع تلك الأمراض التى يعانى منها المرضى فى السجون. تضطر أسر المعتقلين إلى الذهاب إلى طبيب خاص بمفردهم ويقوموا بشرح حالة ذويهم للطبيب الذى يشخص الحالة ويصف لها الأدوية دون أن يراها ولو مرة. على الرغم من أن التشخيص عن بعد ووصف الدواء بهذه الطريقة من الممكن أن يؤدى إلى سوء الحالة بدلًا من تحسنها، إلى أن حتى هذه الطريقة لم تفلح لإن الأدوية الموصوفة من خارج مستشفى السجن فى الغالب لا تحصل على موافقات بدخولها مع أسرة المعتقل أثناء الزيارة.

ناهيك ان الأدوية الموصوفة للأمراض والإضطرابات النفسية لا يسمح لها إطلاقًا بالدخول. عمر مصطفى الذى يعانى من إضطراب ثنائى القطب واكتئاب من قبل أن يتم اعتقاله ممنوع نهائيًا من الحصول على الأدوية الموصوفة لحالته.

  1. الزيارات وفرض الرشاوى

عادة يتم التعامل مع المعتقلين بعنف شديد على مرأى ومسمع من ذويهم عند إنتهاء الزيارات. يتم سحب المعتقل من ملابسه بطريقة ميهنة مما يسبب أذى معنوى لأسرته. شوهدت زوجة أحد المعتقلين وهى تصرخ فى حارس السجن طالبة منه عدم سحب زوجها من ملابسه بهذه الطريقة، مما أغضب الحارس ودفعه للطم السيدة على وجهها. لم يتمالك زوجها أعصابه وقام بدفع الحارس ليقع على الأرض. رأى حراس وظباط السجن معاقبة الجميع، فقاموا بجمع كل المعتقلين خارج مكان الزيارة وانهالوا عليهم ضربًا. يتم إجبار الأهالى على دفع الرشاوى لمن يقوم بتفتيش الطعام قبل الزيارة حى يسمح لهم بتمريره.

الإستنتاج والتوصيات

تم إخطار كوميتى فور جستس بأن تامر الدسوقى، رئيس مباحث سجن وادى النطرون 440 قد تم نقله إلى سجن آخر. بالرغم من ترحيب كوميتى فور جستس بالقرار إلا أنه وحسب التقارير الصحفية 1 و 2 بتاريخ يونيو 2014 و يوليو 2015 فإن المشكلة لا تكمن فى الدسوقى نفسه بقدر ما هى سياسة معاملة المعتقلين داخل السجن، مما يجعل الأمل ضعيف أن تتغير تلك السياسة بتغيير المسئول عن المكان.

وعليه فإن كوميتى فور جستس تطلب من مكتب المدعى العام بمدينة السادات ومصلحة السجون ومفتش سجن وادى النطرون أن:

  1. يتم عقد تحقيق مناسب بالتعديات الواردة فى هذا التقرير.
  2. يتم محاسبة المعتدين على المعتقلين واتخاذ إجراء قانونى مناسب.
  3. تدريب طاقم العمل فى سجن وادى النطرون 440 وتأهليهم للتعامل مع المعتقلين.
  4. متابعة الوضع فى سجن وادى النطرون 440 والسيطرة على المشاكل المتصاعدة هناك.

كما تناشد كوميتى فور جستس الإدارة الحالية للسجن ورئيس السجن الجدديد بالأتى:

  1. الحفاظ على حقوق المعتقلين المنصوص عليها فى الدستور المصرى ووثيقة حقوق الإنسان ومنع التعدى على المعتقلين أو معاقبتهم بأى شكل من الأشكال خارج الأطر المتعارف عليها فى معاملة المعتقلين.
  2. تطوير الأجنحة والزنازين وتزويد المعتقلين بالرعاية الطبية اللازمة.

[1] لم يتم الإفصاح عن أسماء المعتقلين بناء على رغبة الأسر فى الحفاظ على سلامتهم وعدم تعريضهم للمزيد من التنكيل من قبل إدارة السجن

[2] هى غرفة يدخلها كل من يدخل السجن سواءً لأول مرة او فى حالة عودته من جلسة فى سجن آخر، أ, حتى فى حالة قدومه من مستشفى السجن. مساحة الغرفة 10 متر*4 متر ويحتجز فيها من 30 إلى 40 شخص بشكل يومى. تترواح فترة المكوث بها من 9 أيام وهو الحد الأدنى، إلى 60 أو 90 يوم وأحيانًا قد تمتد الفترة إلى عام أو اثنين. الغرفة ليس بها دورة مياه وإنما جردل واحد للبول وآخر للمياه وسخان كهربائى للطعام.

التقرير باللغة العربية

لمزيد من المعلومات والطلبات الإعلامية أو الاستفسارات، يرجى التواصل معنا
(0041229403538 / media@cfjustice.org)

آخر الأخبار

اشترك في نشرتنا الإخبارية!

كن أول من يحصل على أحدث منشوراتنا