Skip to content

خبراء أمميون يبدون مخاوفهم من ظروف احتجاز 20 عراقيًا بسجن الناصرية.. وتعرضهم لمحاكمة غير عادلة

أقل من دقيقةمدة القراءة: دقائق

خبر صحفي

ترجمة وتحرير: كوميتي فور جستس

جنيف: 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

أبدى مجموعة من خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، مخاوفهم من ظروف اعتقال واحتجاز 20 مواطنًا عراقيًا بسجن الناصرية المركزي “سجن الحوت” بمحافظة ذي قار في جنوب العراق، وسط مزاعم بأنهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة، ويواجهون عقوبة الإعدام بعد إجراءات قضائية معيبة بموجب قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005.

 

– أحكام إعدام بناءًا على اعترافات تحت التعذيب:

وأوضحت المذكرة الأممية التي أرسلت للحكومة العراقية في 17 أغسطس/ آب 2020، ولم يتم الرد عليها حتى الآن، أن العشرون مواطنًا اعتقلوا بتهم تتعلق بالإرهاب، بما في ذلك صلاتهم بـ”داعش”.

وذكر الخبراء أن المعتقلون قد حُكم عليهم العشرين بالإعدام، عقب محاكمة يُزعم أنها لم تلتزم بالمعايير الدولية للمحاكمة العادلة، وأنهم منذ اعتقالهم وأثناء الإجراءات الجنائية، حُرموا من الضمانات الأساسية، بما في ذلك الاتصال بمحام أو طبيب، والاتصال بأسرهم، كما أُجبروا على الإدلاء باعترافات تدين أنفسهم تحت الإكراه، ولم يستفيدوا من حق الدفاع.

وأضاف الخبراء عن وجود مزاعم بتعرض المعتقلين للصعق بالصدمات الكهربائية، والضرب بقضبان وأنابيب معدنية لانتزاع اعترافات تدين أنفسهم، وهو ما تم الحكم عليهم بالإعدام من خلالها. وحتى في المحاكمة، فشل القضاة في الأمر بإجراء تحقيق في مزاعم التعذيب، حتى في حالة المتهم الذي قدم تقريرًا طبيًا يدعم مزاعمه.

وقال الخبراء إن المعتقلون تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي من قبل حراس السجن الذين كانوا يهددون المحتجزين بشكل متقطع بقولهم أن أمر الإعدام قد وصل وأنه سيتم إعدامهم على الفور؛ بغرض بث حالة من الرعب والتوتر المستمر بين المعتقلين. وتعمل إدارة سجن الناصرية بنشاط على تنفيذ عقوبات الإعدام ضد المعتقلين، بما في ذلك ما يصل إلى 42 إعدامًا في يوم واحد في عام 2017.

 

الأوضاع المزرية بسجن الناصرية:

كما أعرب الخبراء في مذكرتهم للحكومة العراقية عن قلقهم الشديد من تردي الأوضاع بسجن الناصرية المركزي، مشيرين إلى أنه قبل جائحة “كورونا”، ورد أن مستوى الاكتظاظ في سجن الناصرية المركزي قد وصل إلى مستويات مثيرة للقلق، حيث تجاوزت السعة الفعلية للسجن عشرة أضعاف سعة السجن، ووصفت ظروف الاحتجاز في السجن بأنها غير إنسانية، بما في ذلك الزنازين المكتظة، ونقص الطعام الكافي والصالح للأكل، ومياه الشرب النظيفة، والرعاية الطبية، والنظافة الأساسية.

ومنذ مارس/ آذار 2020، ومع انتشار الوباء في العراق، حُرم المعتقلون من أي اتصال بالعالم الخارجي، بما في ذلك المكالمات أو الزيارات من عائلاتهم أو محاميهم، حيث كانوا يقضون 23 ساعة و 45 دقيقة في اليوم في زنازينهم المكتظة.

كذلك منذ تعليق الزيارات العائلية، بسبب الوباء، يعاني المعتقلون من سوء التغذية، ونقص الأدوية، والتي عادة ما توفرها العائلات. علاوة على ذلك، يُزعم أن إدارة السجن كانت تحتفظ بالطعام والمال الذي ترسله العائلات، وتجبر المحتجزين على شراء الطعام بأسعار باهظة من متجر السجن، وهو ما لا يستطيع معظم المحتجزين تحمله.

كما ورد أن الرعاية الطبية غير متوفرة في السجن، حتى للحالات الصحية المزمنة، مع عدم الفصل بين السجناء المصابين بأمراض معدية مثل السل، والمعتقلون الذين يعانون من أمراض خطيرة يُتركون ليموتوا بسبب نقص العلاج الطبي، كذلك فشل السجن في توفير شروط السلامة الأساسية والنظافة، بما في ذلك عدم وجود تهوية في الزنازين المكتظة، حيث تصل درجات الحرارة إلى 51 درجة مئوية خلال فصل الصيف، ولا يُسمح للمحتجزين إلا بالاستحمام لمدة خمس دقائق فقط مرة واحدة في الأسبوع بالماء شديد البرودة، وقد أدت هذه الحالات إلى ظهور الهوام والحساسية التي تسببت في خدش شديد وتندب في الجلد، ولم يتمكن سوى عدد قليل من المعتقلين، الذين تمكنوا من الحصول على نقود من عائلاتهم، من شراء مرهم طبي من متجر السجن لوقف الخدش.

وأشار الخبراء إلى أنه منذ بداية العام، وردت أنباء عن سقوط عشرات القتلى بين معتقلين في سجن الناصرية المركزي، حيث يتم إخطار العائلات بالوفيات عندما اتصلت بهم سلطات السجن لاستعادة الجثث وترتيب الدفن. وفي معظم الحالات، كانت الجثث نحيفة للغاية بسبب سوء التغذية، وتظهر عليها آثار التعذيب وسوء المعاملة، كما توحي رائحة بعض الجثث بأن الشخص قد مات واحتُجز في مشرحة السجن لعدة أيام قبل الاتصال بالعائلة، وفي كثير من الحالات يُعتقد أنه تم إجراء عمليات تشريح للجثث، على الرغم من أن النتائج لا تزال غير معروفة وشهادات الوفاة لا تذكر سبب الوفاة.

 

– عقوبة الإعدام لا تتوافق مع الحق في الحياة:

وشدد الخبراء في مذكرتهم على أنه لا يمكن التوفيق بين عقوبة الإعدام والاحترام الكامل للحق في الحياة، وأن إلغاء عقوبة الإعدام أمر مرغوب وضروري؛ لتعزيز كرامة الإنسان والتطور التدريجي لحقوق الإنسان.

كذلك أبدى الخبراء قلقهم من المزاعم حول الحرمان المزعوم من الضمانات الأساسية، واستخدام الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب في الإجراءات الجنائية، إلى جانب التعذيب وسوء المعاملة.

 

– مطالب أممية من العراق:

وطالب الخبراء في ختام مذكرتهم، الحكومة العراقية بتقديم معلومات وقائعية وقانونية عن التهم المتعلقة بالإرهاب الموجهة ضد الأفراد العشرين المعتقلين، وبيان كيفية امتثال ذلك لقرار الأمم المتحدة رقم 1373، والفهم الدقيق لتعريف الإرهاب على النحو المبين في قواعد القانون الدولي.

كذلك تقديم معلومات مفصلة عن أي تحقيق قد يكون قد أجري، وأية نتائجه فيما يتعلق بحالات الوفاة في الحجز، بما في ذلك أي نتائج لتشريح الجثث، وكذلك بشأن ادعاءات التعذيب وسوء المعاملة المفصلة أعلاه، وفي حالة إذا لم يتم إجراء أي تحقيقات، توضيح مدى توافق ذلك مع التزامات العراق الدولية في مجال حقوق الإنسان.

وأضاف الخبراء في مطالبهم تقديم العراق معلومات مفصلة عن الإجراءات الجنائية، والحد الأدنى من الضمانات المكفولة منذ بداية الاعتقال، في قضايا المحتجزين المتهمين بجرائم تتعلق بالإرهاب، وأيضًا تقديم معلومات مفصلة عن عناصر الإثبات التي تستخدمها المحاكم لإصدار عقوبة الإعدام ضد المتهمين في القضايا المتعلقة بالإرهاب، وشرح كيف تتوافق هذه الإجراءات الجنائية مع الالتزامات الدولية لحقوق الإنسان في العراق، وفي حالة تأكيد الانتهاكات المزعومة، تقديم الحكومة العراقية تفاصيل أية تدابير تم اتخاذها أو متوقعة لتقديم المسؤولين عن التعذيب وسوء المعاملة إلى العدالة، وإذا لم يتم اتخاذ مثل هذه الإجراءات، توضيح مدى توافق ذلك مع التزامات العراق الدولية في مجال حقوق الإنسان.

كما دعا الخبراء الحكومة العراقية إلى تقديم معلومات مفصلة عن ظروف الاحتجاز في سجن الناصرية المركزي، بما في ذلك (على سبيل المثال لا الحصر) الحصول على الرعاية الطبية، والطعام الكافي، ومياه الشرب النظيفة، وظروف النظافة، ومعدل شغل السجن، وتقديم معلومات مفصلة عن معاملة حراس السجن للمحتجزين، بما في ذلك تدابير ضبط النفس والأداء الدقيق لآليات الشكاوى المستقلة المتاحة للسجناء.

لمزيد من المعلومات والطلبات الإعلامية أو الاستفسارات، يرجى التواصل معنا
(0041229403538 / media@cfjustice.org)

آخر الأخبار

اشترك في نشرتنا الإخبارية!

كن أول من يحصل على أحدث منشوراتنا